الفصل السادس:هناك شرط

538 30 8
                                    




يجلس على مكتبه واضعاً يده على رأسه..


الأوراق مبعثرة بجانبه....وكوب القهوة الساخن يقبع بجانبها..

منذ زيارته لجمان بالأمس لم يستطع التوقف عن التفكير..

إنه في حيرة شديدة..

- يا إلهي ألهمني...

ماذا أفعل؟؟

في اللحظة اللتي ظننت بها أن ابنتي عادت إلي وأن مشاكلي قد انتهت اكتشفت أن مشكلات أكبر قد بدأت بالظهور..

لقد أعطاني الطبيب الخيار في أخذها معي إلى المنزل..أو تركها حتى انتهاء فترة علاجها..

ولكنني فضلت بقاءها في المشفى..

من الذي سيتمكن من العناية بها في المنزل؟؟

سمر امرأة موظفة...ولا استطيع استئمانها مع الخدم..

الحقيقة المرة أنها تحتاج لأم..

ولكن...أين تلك الأم؟؟

جمان في حالة صعبة..

وهي قد تزوجت بالأمس..

قد يكون هناك أبناء كبار لزوجها..

كيف أستطيع ترك جمان معهم؟؟

افرغت غضبي على الكوب الموضوع أمامي وألقيت به على الأرض بقوة..

تحطم الكوب وبدأ البخار يتصاعد من القهوة..

تباً لهذا الأمر...وأصبحت أفكر بك يا هوازن..

لولا رؤيتي لحالة جمانة بالأمس لما فكرت بك أبداً..

عدت بذاكرتي لليلة الأمس..

***************************************
كنت مندهشاً من حالتها..

أبعدتها عن حظني لأنظر إليها من جديد ثم نظرت إلى الطبيب بتساؤل:دكتور..لماذا تنظر إلي هكذا؟؟

وكأنها لا تعرفني..

أومأ الطبيب برأسه:تعال معي يا أستاذ خالد..من الأفضل أن نتحدث في الخارج..

قبلت رأسها بحنان ثم نظرت إلى عينيها: انتظريني يا صغيرتي سأعود حالاً..

قلتها ثم تبعت الطبيب..

بعد أن خرجنا من الغرفة..أغلقت الباب خلفي ثم نظرت إلى الطبيب باهتمام: أنا أسمعك ..

زفر الطبيب بعمق:اسمع يا استاذ خالد..طفلتك افاقت بعد غيبوبة طويلة جداً...وما أتلف في خلال سنين لا يمكن إصلاحه بأيام..

عقدت حاجبي:ماذا تقصد؟؟

-أستاذي..حالة ابنتك الآن طبيعية للغاية...يجب أن تشكر الله على عودتها فهذه معجزة...ولكنها الآن تحتاج لفترة طويلة من العلاج الطبيعي..
وبخصوص سؤالك عن كونها لم تعرفك ..فهذا طبيعي أيضأً..لقد كانت بعمر سنتين فقط...باختصار...
ابنتك لن تتمكن من تذكر أي شيء قبل الحادثة..

حرمتني النوم يا جمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن