الفصل الثاني والعشرون:ظلام

424 25 0
                                    


غدا أجمل وإن كان اليوم أقسى من الأمس بكثير..

غدا أجمل حتى لو عاشت أحلامي وسط أنابيب أوهامي..

غدا أجمل..

هذا ما كان يقوله لي مروان دائماً..غدا أجمل..

كنت في الفترة السابقة قد تناسيت خوفي من ذلك الرجل..عشت أحلاماً كثيرة..حلقت عالياً في السماء,,

ولكن سماعي لصوته مجدداً قد اسقطني في مر الحياة..اسقطني في غياهب الظلام.

صرخت ..وصرخت..وصرخت..

اصيب جسدي بقشعريرة الألم..وأصيبت عيني بغرغرة الدمع..

كان مروان يحاول جاهداً تخفيف خوفي.وقد حاولت بدوري التماسك لأجله..

بدأت أحرك كرسيي في اتجاه الغرفة ولكنني لم أستطع السيطرة على ارتعاش يدي...

تشوشت الرؤية أمامي..ثم أظلم كل شيء حولي..هل قطع التيار يا ترى؟؟.

تجاهلت ذلك الظلام..وضعت هاتفي في حضني لأحرك كرسيي بشكل أسرع ولكن صوت الطرق قد افزعني فتعثرت في طريقي وانقلب كرسيي..

لم أكن أرى أي شيء..أردت التحرك..ولكن الألم بجسدي قد منعني الحركة..

مرت أحلامي أمام عيني كسحاب صيف هارب من الريح القاسية ، فأسبلت جفني لأعيش في دنيا رائعة من
السعادة والشفافية .

ما أروع الجمادات... كيف تتركنا على هوانا نحركها كيف نشاء ...

وما أروع النبات والشجر كيف تجمل الحياة .. وتملأ أرواحنا صفاء وسلاماً .. وتأخذنا إلى أروع اللحظات .. فنبلغ ذروة السعادة .

أوليست الزهرة ببهاء ألوانها وجمال مظهرها تحملنا على التبسم في أحلى اللحظات ؟!

ولكن ما أقسى البشر !!!!

ما أقســى بعض القلوب فالحجر أرق منها أحيانــاً..

قلوب قاسيه ..لا تعرف معنى الرحمه ..

آه كم أتخبط بحثاً عن الإنسان داخل الإنسان ..

هدأ طرق نادر على الباب.وشيئا فشيئا لانت ملامحي ، واسترخت عضلاتي ، وارتسم شبح الابتسامه على شفتاي .
لذت بأحلامي وأسبلت جفني على دموعي لأحيا فيما تبقى لي من دنيا رائعة لا أراها إلا في الأحلام !!

.
.
.
استيقظت من نومي فزعة من صوت الصراخ الذي اسمعه..

نظرت الى ابنتي لانا..الحمد لله ..لم تستيقظ..لقد واجهت صعوبة في تنويمها..

وقفت من السرير لأعرف مصدر الصوت...لابد أنه ماجد..

يبدو أنه قد عاد للحشيش..ربما اضاع مفتاحه..ولكنني حين وصلت الى الصالة أدركت أن الطرق لم يكن بمنزلي.

حرمتني النوم يا جمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن