الفصل الرابع والعشرون:الى الجحيم..

429 24 4
                                    


دخلت الى غرفة سارة ثم جلست بجانب ذلك السرير الأبيض ..لاتزال سارة تنام في المشفى منذ فقدت بصرها في ذلك اليوم..

زفرت بضيق وأنا أتأمل وجهها الشاحب..كله بسببي..

الحزن الذي يكسوها الآن بسببي..

لو أنني لم أتعرض لنادر منذ البداية لما تمكن من معرفة منزلي..

لو لم يأتي نادر في ذلك اليوم لكانت حياتي مع سارة مستقرة اليوم..

ولو لم تحمل سارة تلك الطفلة لكان حزنها أقل..

نعم..

لم تستطع سارة الاحتفاظ بالطفلة أكثر..

حاولت جاهداً أن أعطيها أدوية لا تضر بالجنين ولكن جسدها لم يستجب لتلك الأدوية...ولهذا ..اضطررنا لاجهاضه..

لقد بكت سارة كثيراً..ترجتني الا اسمح لهم بإجهاض الطفلة..اخبرتني انها مستعدة لتحمل فقدان بصرها في سبيل انجابها ولكنني رفضت الأمر..

ولادتها لتلك الطفل خطرة على حياتها..كما أن الطبيبة قد أخبرتني بأن الطفلة مشوهة ومن المستحيل أن تعيش.

هل أخاطر بحياة سارة من أجل طفلة مشوهة؟؟؟

وافقت على اجراء عملية الاجهاض..

صحيح انها تعبت كثيراً بعد الاجهاض ولكن علاجها يسير الآن بشكل جيد فقد استعادت بصرها منذ يومين..

ولكن..ومنذ ان قمنا باجهاض الطفلة..لم تتحدث سارة معي...

سارة..انا اشتاق اليك..

اشتاق لسماع صوتك عند صحوتك وقبل نومك ..

اشتاق لضحكتك التي تغرس بي كمية من السعاده..

اشتاق لكلماتك ...

اشتاق لصوتك حين تناديني ..

اشتاق لتلك الايام الجميله ..

اشتاق واشتاق واشتاق واحن ايضاً .

عودي كما كنت حبيبتي ...

اقولها وعيوني غارقة بدموعها ,,,,

أقولها وقلبي ينزف بضلوعي ,,,

اقولها وضلوعي تشتد قسوة على قلبي المكسور ,,,

أقولها وكلي شوق كي ارى ابتسامتك لتتزيل عني كل الجروح..

عودي الي حبيبتي

اعتدلت بجلستي حين رأيتها تفتح عينيها ببطء..

وضعت كفي على وجهها ثم همست بحنان:كيف هي صحتك الآن ياعزيزتي؟؟

انتظرت منها أن ترد ولكنها استمرت بالصمت..

تابعت حديثي: هل هناك شيء يؤلمك..

لم ترد علي.اكتفت بالأماءة برأسها فقط..

زفرت بضيق..لا أعلم الى متى ستستمر بهذا الصمت ..

حرمتني النوم يا جمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن