part 1

948 46 13
                                    


نفحات الهواء الشِتوّيه تسترسل بنسماتِها رائحةْ السماء الرطِبّه.
خيوط الشمسِ الدفيئه تسير بوتيره من خلال خُصُلات شعرها الأسوّد الحالِك.
عينيها العسليه تُضفي لمسّه براقه على بشرتها الحليبه لتسترق أنظار من هُم حولها.
كراتِ الثلجّ البيضاء مُتناثره في الأرجاء كحبّاتِ الكريستال في وعاءٍ شفاف بهِ العديد من أوراقِ الزهور الجافّه.
بينما هيَ دافِئه كالعكعةِ المُحلاه في صباح يومٍ هاديء ومُشمِس.
اليّوم ، التاسِع والعِشرون مِن نوفمبِر.
سيكون يوماً حافِلاً بالمُفاجئاتِ، كما أنها في طريقها إلى فعلِ أكثر شيءٍ أرادت أن تفعلهُ.
ستعترف إلى الفتى الذي إسترق قلبها خِلسه دون أن تعلَم.
إلى ذاك الأمير المرِح ، صاحِب الوجه المُبتسِم والأعين الجذّابه والشفاه الوردّيه.
رفعت عقلة إصبعها السبّابه لتُرجِع النظارّه إلى مكانها الصحيح من جديد بينما يدها الأُخرى مُمسكه بوردةٍ حمراء قانيّه.
إبتسامتِها الهادِئه تُعطيها مظهراً أجمل.
"اليوم ، التاسِع والعِشرون من نوفمبِر ، سيكون يومَ مواعدتي الأولى!" همهمت لنفسها بعدما سمِحَت لتلكَ الكلماتِ بالهروب من بينَ شفتيها.
على أملٍ تام بأن ما سيحدث سيكون مُرضياً ولكِن ، لا يُمكننا التنبؤ بأي شيء !
لا يُمكننا التنبؤ بما قد يحدُث لنا بعد ثانيةٍ من الوقتِ الراهِن.
نحنُ نُشبِه العرائس في مسرحٍ للأداءات السَنويه، القدر يُحرِكنا ، بلى الله هو مَن يُحركنا بواسطة القدَر.
لا تُوجد مُصادفات في الحياة ، كل شيءٍ بِفِعل القدَر.
توقفَت قدماها على مقربةٍ من شجرةٍ ضخمّه تُعيق سيرها في مُنتصف الطريق.
العديد من الأسماء التي قد حُفِرَت على تلك الشجرةِ بخطوطٍ لاتينيه ، لا يمكنها قرائتها بشكلٍ صحيح.
حاجبيها تقطّبا بإهتمامٍ عندما إقتربت بتلقائيه من ذاك الكِتاب المُهتريء المُلقى بعشوائيه أسفل الشجرةِ القديمه تلك.
إنحنّت لتلتقط الكِتاب بيدها الناعِمه وفتحت صفحاتهِ المُتهرِئه.
أوراقه تُشبه أوراق البردي ، أو أوراقٍ من أحدِ الجلود القاسيّه.
مع ذلك قد دوِّن عليها بعض الأسماء العشوائيه تحت عُنوان ، ( مصّاصي الدِماء ، Lamia )
=


1- فريتز هارمان : اشتهر بلقب مصاص دماء هانوفر في ألمانيا، وكانت الطريقة التي يقتل بها ضحاياه من خلال عضهم في رقابهم مثل مصاصي الدماء. وأدين في عام 1925 بـ 27 تهمة قتل، وكانت آخر عبارة له "أنا آسف، ولكني لا أخاف الموت".
2- تسوتومو ميازاكي : اشتهر هذا المجرم بلقب دراكولا الياباني، وكان يقوم بقتل الأطفال فقط،كان يشرب دماء ضحاياه بعد أن يقوم بقتلهم.
3- فيليب أونيانتشا : هذا المجرم الكيني كان يقوم بشرب دماء ضحاياه، وتخصّص في قتل النساء والأطفال، وكان يبرر تلك الجرائم بأن روحاً شريرة تسيطر على أفعاله.
4- نيكو كلاوكس : كان هذا الشخص مريضاً نفسياً خطيراً، وكان يعمل كحانوتي. كان قاتلاً بالإضافة إلى قيامه بسرقة القبور. ووجدت الشرطة بحوزته على العديد من الجماجم البشرية، وكان يقوم بأكل لحوم الموتى.
5- مارسلو دي أندرادي : مجرم برازيلي عانى في طفولته العديد من حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، وعندما كبر قام بالعديد من جرائم القتل وكانت كل ضحاياه من الأطفال، حيث كان يغتصبهم ثم يقتلهم ويشرب دماءهم، ووصل عدد ضحاياه إلى 14 ضحية.
6-أندري تشيكاتيلو : عرف هذا الشخص بقاتل روستوف، إحدى مدن روسيا وكانت أول ضحاياه طفل في التاسعة من عمره، إلى أن وصل عدد ضحاياه إلى 52 ضحية من الأطفال. والبشع في جرائمه أنه كان يأكل لحوم أولئك الأطفال بعد اغتصابهم.
7- جيمس بي ريفا : قام هذا الشخص بإطلاق النار على جدته ثم طعنها 7 مرات في قلبها، وشرب كل دمائها، ثم قام بحرق منزلها لكي يتخلص من جثتها وأدلة إدانته، وكان في ذلك الوقت يبلغ من العمر 23 عاماً، وأثناء محاكمته انتشرت العديد من الإشاعات حوله والتي كانت تقول أنه مصاص دماء حقيقي ويبلغ من العمر 700 عام.
8- ماوريسيوا لوبيز : قام هذا الشخص بقتل زوج شقيقته أمام عينيها، وقام بطعنه في جميع أنحاء جسمه، وجاء بكوب بلاستيكي وملأه بدماء الضحية وقام بشربه أمام أطفال القتيل.
9- دانيال ومانولا رودا : في عام 2001 قام هذان الزوجان بقتل صديق لهما بطعنه 66 مرة، وانهالا عليه بمطرقة كبيرة، ثم شربا من دمائه، والغريب في تلك الجريمة أن تبريرهما لقتل هذا الشخص هو أنه كان مضحكاً للغاية ويدفعهما للضحك طوال جلوسهما معه.
10- ريتشارد تشيس : ولد في كاليفورنيا، ولقب بمصاص دماء ساكرامنتو إذ قتل 6 أشخاص خلال شهر واحد، وأكل لحومهم ثم شرب من دمائهم. وأصبح مولعاً بشرب الدماء حتى تم علاجه جراء تسمم أصابه بسبب ذلك.
11- والأخير ، كيم كاي غير معروفٍ بَعد عن جرائمهِ ، لكن تقول بعض الشائعات أنه أحد مصاصي دماء بكين وقد جاء إلى كوريا بعد أن تمّت مُطاردتهُ من قِبل زُعماء مدينتهُ ، إلى الآن لم تثبُت عليه أي أدلّه ، هو سليماً عقلياً وبدنياً ، مع ذلك فإنه يشتهِر بـ لامّيا كوريا الجنوبيه .
==
أغلقت الكتاب بحيرةٍ من أمرِها ، لم تُنكِر أنها شعرت بأعاصيرٍ داخليه ، لحسنِ الحظّ أن اللغةِ اللاتينيه كانت مُدرجه تحت ترجمةِ اللغه الكوريّه مما سهل عليها قراءة المُحتوى بدقّه.
لقد سمِعت من قبل أن هناك شخصاً يُدعى كاي في الأرجاء يقوم بإمتصاص دماء كل شخصٍ يراهُ ، حتى وإن لم يفعَل لهُ شيء.
لكن هذا غير منطقيّ ، هيَ لا تؤمن بذلك ، أو بالأحرى تؤمن بأن لكل شيءٍ أسبابهِ !
إلا وإن كان بالفعل يُعاني من إضطراباتٍ نفسيّه مثل بقيةِ الأشخاص الذين تمّ ذِكرهم في الكتاب.
نفت برأسها سريعاً لتطرُد تلكَ الأفكار من رأسِها عندما أدركت بأنها قد نسَت أمر سيرها من تلك المنطقةِ.
فقط في سبيل مُقابلة ، فارِس أحلامَها ، لي شان
وضعت الكِتاب مكانه خوفاً من أن يكون مِلكاً لأحدهُم وأسرعت في خطواتِها الرشيقه إلى مكانِ مُقابلتها.
=
أعين حالِكه في الظلام لا تُعني أنها وحيده.
دِماءٌ تسير بالوريد لا تُعني بأنها مُفيده.
قلبِ وحيد يحتاج إلى مكيده ، شخصٌ وحيد يُخرجهُ من ظلامهِ.
كلمةٌ واحده تُعيد كيانه.
أنا هُنا الآن لأعود إلى حياتي.
بعد همهماتٍ بتلك الكلمات المُبعثره تفتحَت أعين ذاك الفتى الوحيد.
لامّيا كوريا الجنوبيّه ، كما عُرف عنهُ.
الإنخداع بالمظاهر خطأُ نقترفهُ جميعنا بلا إستثناء ، إن رأينا شخصاً جميل نُصابُ بالعمى تماماً عن رؤيةِ ما بداخلهِ.
كذلك الأمر رؤية شخصٌ قبيح يعمينا عن رؤية بياضِ قلبه.
حياةٌ سخيفه بما يعيشون بها ، وليس بذاتها.
لا يوجد شخصٌ خالٍ من الأخطاء ، أيضاً لا يوجد شخصٌ خالٍ من المميزات.
الحياة هيَ مُتوسِّط من كلِ شيّء.
البساطه والعقلانيه بكل شيءٍ جميل ، أفضل من التكلّف ومحوّ العقل عن التفكير في الأشياء التي يجب علينا معرفتها.
إستقام بظهره عن ذاك الفِراش القاسي.
ألقى نظرةٍ خاطِفه إلى يدهِ التي وُشِمَت عليها تلك العلامةِ الغريبه.
كُلما كانت تُضيء كُلما علِمَ أن هناك شخصاً في مأزق ، لكنها باهِته الآن.
لا يعلم سرّها أو من أينَ قد أتت ، كل ما يعرفه عن حياتهِ أنهُ ولِدَ في مدينةٍ قاسيّه جعلته يُخرج الوحش المُندفِن بداخله.
إبتلع ريقهُ الجاف ، إنه مُتعطّشاً للمزيد من الدِماء.
منذ البارحة وهو لم يتذوقهُ ، هذا ليس وإلا أنه لم يجد الشخصّ المُناسِب بَعد.
هو ليس مثل أي مصاص دماءٍ يعرفه البعض ، إختيارهِ في إمتصاص دمِ الشخص المُقابل لهُ يترتب على عدة أسسٍ في مُذكّرتهُ العقلّيه.
1- شخصٌ فاسِد.
2- شخصٌ سيكون مُستقبلهُ خطِراً على البقيةِ.
3- —–
قُطِع حبل افكاره التي باتت تتطاير حولهُ لتذكره بمهامهِ عندما أضائت تلك العلامةِ بيدهِ.
بالوقتِ ذاته عيناهُ قد لمِعَت بشدّه وإبتسامه جانبيه خبيثه إرتسمت على شفتيهِ عندما إقترب موعِد عشائهِ.
=
وصلَت تلك الفتاةِ الشابّه إلى المكانِ المُراد ، عيناها مُتلهفه إلى ما سيحدُث في اللحظةِ المُقبِله.
إعادة تذكيرٍ ، دائماً ما نُخدَع بالمظاهِر.
"مرحباً،" هتفَ ذاك الشاب عندما إقتربَ من بيك سومين التي بدورها إبتسمَت بخجلٍ.
نبّست بخجلٍ،"م-مرحباً !"
إبتسم شان إبتسامه جانبيّه بعدما وضع كلتا يديه داخل جيب بنطاله."فيما كنُتِ تُريدني؟"
لعقت سومين شفتيها بتوتر حينما شعرت بيديها تُثلجان ، كيف ستخبرهُ بالأمر.
إتخاذِها لهذا القرار منذ البدايه كان صعبّاً لذا من البديهيّ أن يكون تنفيذهُ أصعّب.
إبتسمت إبتسامه مُجبره بعدما تنهدت لتُخفي إضطراباتها الداخليه ، يجب عليها أن تُلقي مافي بالها وحسب."في الحقيقةِ أنا ،" صمتت لوهلةٍ ، ما ستقوله صعّباً بحقّ ، خاصةً على فتاه،"أنا – أنا..."
"أنتِ ماذا ؟" تسائل شان بإهتمامٍ، برؤية تعابيرها المُتوتره وأفعالها المُضطربه جعله يشعر بالغرابه.
"أنا أحبكَ!" هتفت سريعاً وأغلقت عيناها بينما يديها قد إمتدّت للأمام بتلك الوردةِ القانّيه.
قالت ما كان في قلبها وعقلها ، شعرَت بأنها قد إرتاحَت ، لكنها لم تدرك بأنها ستتمزق ببطءٍ من ذلك التسّرع.
الإنخداع بالمظاهر ما هو إلا حماقةٍ منّا ، نسترق النظرات الى الشخص الذي نُحبّ.
فقط لمظهره ، كلامه ، أفعالهُ . لكننا ننسى تماماً بأن ذلك الشخصّ ما هو إلا الأسوّء على الإطلاق.
لاعبٌ في ساحةٍ خضراء ، برفقة كُرةٍ يُحركها كما و متى يشاء.
نحنُ دائماً ما ننسى هؤلاء الأشخاص الذين يهتمون بنا بصدقٍ خفيّه ، ونتشبَث بالأشخاص الذين يضحكون على عقولنا الصغيره ، بدافعِ الحُبّ .
المُزيّف.
إبتسم شان بأسفٍ مُصطنع عندما رآها بتلك الحالةِ الحرجه ، هو لا يشعر بأي شيءٍ تجاهها.
لا يُنكر بأنهُ كان يحب قضاء بعض الأوقات برفقتها ، لكنه لم يفكر بيومٍ بالإرتباط بها أو مواعدتها.
مثلها مثل أي فتاةٍ أخرى مرحَ برفقتها لعدة أشهرٍ بعدها هجرها من دونِ سابِق إنذار.
الشياطين ليسّت مثل الجنون والأرواح غير مرئيّه للبشر.
على العكسِ تماماً الشياطين هيَ أجسادٌ بشريّه بعقولٍ شيطانيّه.
الصمتّ كان يعمُّ المكان ، نسمات الهواء تتضارب مع بعضها بقوّه وكأنها لفحاتٌ من الهواء خرجت لتوّها من الجحيم.
الهواء إنقّلَب ، ليس مثلما توقَعت بأن يكون.
فتحت عيناها ببطءٍ حينما شعرَت بجسدها يرتجف.
تمنَت لو أنها لم تفتحها عندما رأت جسدهِ يغادر بكلِ وقاحه من أمامها دونَ إعتذارٍ أو التفوّه بشيء.
كيف للشخص أن يكون قاسياً إلى تلكَ الدرجّه !
سقطت دمعةٌ حارّه على وجنتها التي كانت تتعطش للمياه.
لم تتوقع بأن يحدث ذلك معها أبداً ، لم تتوقعهُ بحياتها.
إذاً ماذا عن تلك المشاعِر السخيفه التي كانت تتطاير كالفراشاتِ في يوم الربيّع.
هل كانت جميعها كذبّه ؟ كذبّه بيضاء ؟ كذبّه سوداء ؟
هو لم يشعر بأي شيءٍ تجاهها كما فعلَت هيَ كالبلهاء ؟
كيف يتركها هكذا بلا رحمه أو شفقةٍ تنزِف من قلبهِ.
سقطت الوردةِ من يدها عندما أدركت تلك الحقيقةِ المُرّه.
لقد تمّ خداعها.
خُدِعَت بمظهره ، أفعاله ، لطفِه ، كلماتِه.
خُدِعت بالمعنى الحرفيّ والمعنويّ.
خُدِعَت من قِبَل ذاك الشيطان المُتجسّد في هيئة بشري وسيم للجحيم.
شعرت بأن جسدّها تجمّد ، بالتزامُن مع الرياح و الوقت.
كل شيءٍ حولها قد تجمّد.
لقد عانت الكثير لتفعَل ذلك ، وبالمُقابل يتمّ تجاهُلها ؟
على الأقل لو كان قد قال كلمة أسف لكني لا أشعر بالطريقةِ ذاتها لكانت ستكون أهوّن من تركها هكذا في تلك المنطقةِ الفارِغه من البشَر.
إرتفعَت يدها لتُغلِّف فمها حينما شعرت بأن شهقاتِها على وشكِ الخروج.
لقد تمّ بعثرة مشاعِرها بدونِ رحمّه.
لقد تمّ هجرها دون أن نتواعِد من الأساس.
لقد تمّ خداعُها.
=
بدفعةٍ واحده إلتصق ظهر شان بأحدِ جُدران شوارع سيؤول الفارِغه.
أغلق عينيه بتلقائيّه من شدّة الدفعّه.
كان يسير في طريقهِ من دون أدنى إهتمام لأيّ شيء ، حتى سطعَ أمامه هذا الفتى الغريب ذا الوجه المُخيف.
عيناهُ القانيّه برقّت بشرٍ عندما رأى الخوف يغزو بينَ دِماء شان تحدّث بمللٍ."إذاً أنتْ من أحدِ الشياطين المُتجسّده في الأرض ، صحيح ؟"
عقد شان حاجبيه بعدمِ فهمٍ وحاول الإعتدال بوقفتهِ ، لكنه ببساطه لا يستطيع.
جسدهُ بالكامِل يرتجف ، كما لو أن هذه فرصتهُ الأخيره في العَيش.
"م-من أنتَ ، و ع-عما تتحدث ؟" ، تسائل برجفةٍ سرَت بداخلها عندما زمجّر كاي ليجعلهُ يُجيب.
سحبهُ كاي من ياقتهِ ببساطه ، وكأنه مُعتادّاً على ذلِكَ،"أتعلَم ، أنت هدّيه من السماء ، لقد كنتَ مُتعطّشاً بشكلٍ لا تُصدّقه."
إتسعت عينا شان بصدّمه ، إذاً هذا هو كاي المُلقّب بـ لاميّا كوريا الجنوبيّه ؟
لم يكن يصدق في تلك الخرافات ، لكن أعينهِ القانيّه لا تُكذِّب أبداً.
قبل أن يتفوّه بشيء كان قد إلتقط أنفاسهِ الأخيره التي أُهدِرت عندما إمتصّ كاي دِمائِه حينما غرس أسنانه برقبتهِ اللينّه ليتجدد الوريدَ بداخل جسدهِ ليعيد لهُ نشاطه.
مسح فمهِ بظهر يدهِ وترك جسد شان ليسقط أرضاً دونَ حدوث ردة فعلٍ واحده.
إستدار كاي وعدّل ثيابهِ لتعود عيناه إلى لونها الطبيعيّ والجذّاب.
لا يزال وجهه مُخيفاً ، لذلك لا يظهر إلا في الظلام فقط كي لا يراهُ الآخرين. أيضاً آشعةِ الشمس ستحرقه إن تعرّضَ لها.
ويبدو أن السماء كانت تعلَم بذلك لذا حلّت بغيومها لتحجب ضوء الشمس عن المدينه.
=
مرّت الأيام ، عادت المشاعر كما كانَت.
لا توجَد تسرُّعات ، لا يوجّد مناظرات.
=
جسَدٌ مُتعطِّش للمزيد ، جسدٌ هامِد للجحيم ، جسدٌ باقٍ للحياةِ ، جسدٌ من دونكِ وحيد.
تلك الكلمات كانت تسمعها سومين كلّ ليله دون أن تعلَم مصدرها.
شعورٌ غريب يجتاحها كما لو ان هناك من يراقِبها شوقّاً ولهفّه.
تستمر فقط بتجاهُل الأمر ، مع ذلك هُناك إسمٌ لا يزال مُعلّق في ذِهنها.
كيم كاي ، لاميّا كوريا الجنوبيّه.
لديها رغبه في معرفة سرّ هذا الشاب ، من الغريب أنها قد نسَت ما قد حدثَ معها برفقةِ شان.
كل شيّءٍ يتحوّل للأغرب مع مرورِ الوَقت.
=

التاسِع والعِشرونَ من ديسَمبِر.
سارَت بإعتياديه في شوارِع سيؤل الحالِكه.
شعورٌ يستمّر بالإزدياد كُلما إقتربت من مقرّها.
وكأن شخصٌ يجذبها من قلبِها.
وكما لو أن الحياة تُعيد أحداثِها ، أضائَت تلك العلامةِ في يدِ لاميّا كوريا الجنوبيّه.
لكن ، تلك المرّةِ ليس لأن أحدهم في مأزق أو مثل هذا القبيل ، وإنما لأنه أصبح عطشاً بشكلٍ هستيري.
حتى وإن كان أمامه حيواناً سيمتصّ دمائه.
لا يهُمّ من الشخص السيّء الحظ ، لكن الأهمّ أنهُ سيمتص دماء أيً من سيقابلهُ.
توقّفت سومين لوهله عن السَير عندما إستمعَت لصوت أنفاس قوّيه تتضارب مع بشرتِها من الخلف.
أنفاسٌ حارّه تستمر بإسترسال الخوف إلى داخِل قلبها.
رمشت مرتانِ لتعي الأمر حتى شعرَت بلسعاتٍ كهربيّه تسري بداخل عروقها.
يدانِ تُمسكانِ بكتِفيها بينما شخصٌ ما توقّف أمامها مُباشرةً.
مع تقابل عيناهُما شعرت بنبضاتٍ قلبيّه تصرخ بداخلها.
كيف لهذا أن يحدُّث ، كيف لشخص أن تكون عيناه قانيّه إلى هذا الحدّ المُخيف.
هذا وحشٌ أم ماذا ؟
مهلاً ، لا يجب أن تقع في نفس الفخّ ، لا يجب أن تُخدَع بالمظاهر من جديد.
حاولَت التحدُّث لكنها فشَلت ، ماذا ستقول ، هيي أيها الوحشّ ماذا تُريدَ منّي ؟
كلاهُما يُحدق بالآخر لكن كلاهما أفكارهُما مُتضاربه.
"م—" إتسعَت عيناها بصدمّه حينما أصبحَت أنفاسه مُقابلها لعُنقها مُباشرةً.
لا يمكنه الإنتظار ، إن لم يحصل على وسيلتهُ الوحيده في العيش سيموت.
يجب عليهِ الإستمرار.
شعرَت بأسنانٍ تتموضَع في منطقةٍ ما على عُنقها ، ليسّت حادّه ، لكن جُرعات الأدرينالين ، ترتفع وتنخفض بداخل جسدها.
ما الذي يفعلهُ هذا الشابّ ، هل هذا ما عُرِفَ بـ لاميّا كوريا الجنوبيّه ؟
هل هو هنا الآن ليمتصّ دِمائها كما هو معروف عنهُ ؟
لكن هذا غيرّ منطقيّ ، لا يزال الأمر غريباً بوجهةِ نظرها ، ما الذي قد يُجبرهُ على ذلك !
قد يكون شخصاً مُختلِفاً ، لا يُمكنها أن تنخدِع بمظهره ، لربما يتركها وشأنها !
أغلقت عينيها وهيَ تُشدد على قبضةِ يدها ، هيَ تؤمن بأن الأشياء قد تتغيَر ، لا يمكنها الحكم على أي شخص أو أي شيء مثلما فعلت مُسبقاً.
ستترك القدر يفعَل ما يشاء ، إن كان مُقدّر لها الموت ، فستلقاه لا محال.
لم تمرّ العديد من الثوانِ حتى إستمعت لكلماتٍ من الشخص ذاته التي كانت تسمع غنائه كل ليله،"رائحتكِ ، جميله." وقُبله عميقه قد طُبِعَت على عُنقها عندما أغلق شفتيهِ عليها.

دِماءٌ تسير بالوريد لا تُعني بأنها مُفيده.Where stories live. Discover now