عارض الازياء اوه سهيون

295 23 7
                                    


رفعت نظرها لتُحدِق بهِ بهدوءٍ وسُرعان ما تَبدلت ملامحها إلى التساؤل."مهلاً، كيف تَذهب إلى الجامِعه؟"
إبتسم سيهون بغرابه، ما هذا السؤال ، إنهُ ساذج بعض الشيء."ماذا تعنين بِـ كيف، أنا أذهب لأدرس كشخصاً عاديّ."
نَفت سومين عدة مراتٍ وحاولت إيضاح ما كانت تَقصده."أعني ألا تتأثر مِن الشَمس؟ المَدينه تكتسحها آشعة الشَمس وهذا سيتسبب لكَ بالعديد مِن المشاكل، أنت قُلت أنها تحرقكم."
أومأ سيهون بعد أن ضحكَ قليلاً."أجل أعلم ذلِك،" إستدار برأسه وأخفض حافة سُترتهُ مِن الأعلى لتتضح علامه وُشِمت فوقَ رقبتهِ من الجهةِ اليُمنى، تحركت شفتيه دون أن يُعيد نظرهُ إليها لتتمعن هيَ النظر إلى تِلك العلامةِ الغامِضه."هذه هيَ قوتي التي أمتلكتها مُسبقاً قبل أن أتعلم القوى الآخرى، إنها قوّة الرياح. أنا مُتحكم جيّد بالرياح أستطيع جَعل السماء مِن فوقي مُظلمه إن أردت ذلك. لهذا دائماً ما تكون هُناك سحابه تُرافقني أثناء تجولي حولَ المدينه أو أي مكانٍ أذهب إليه بعيداً عن المملكتين." بعد أن تأكد من رؤيتها إلى تلك العلامه ترك حافة سُترته لتُخفيها كما فَعلت مُسبقاً وأعاد النَظر إليها لتتضح تِلك التعابير المُتعجبه على ملامِحها الصَغيره والدَقيقه.
إبتسم وأقترب ليُبعثر خُصلات شعرها بمزاحٍ."لستِ مُضطره لِفهم كُل شيء، نحن نعتي بأنفسنا جيّداً."
إبتسمت سومين بالمقابل وأومأت بتفهمٍ وذلك لم يَمنع تِلك الأفكار المُترنّحه بداخل عَقلها، لِمَ تجاهلها كاي هكذا؟
قال سيهون وهو يُعدل وشِاحاً أسوّد حول عُنقهُ إستحضره لتوِّه."هيونغ يتجاهل من حولهِ حينما يَشعُر بالغضبِ." إستدار ليَرحل ثمّ أضاف قبل أن يَختفي مُنثراً ذراتٍ ضوئّيه أمامها."والغيرةِ أيضاً !"
حاولت سومين إستيعاب ما يقولهُ لكنها لم تتدارك تِلك النظرات التي كانت تُحاط بِها مِن الأعلى بينما هيَ ساكِنه بمكانها كالجماد.
=
"بيكهيون، لِمَ لم تكن في المملكةِ بالأمس؟" تسائل كيونغسو بصوتٍ جَهور وغامِض دون أن يستدير.
يُحدق في تِلك النافذةِ الشفافه بتعابيرٍ بارِده وحادّه.
تشانيول يَجلس بعشوائيه فوقَ إحدى الأرائِك الجلديّه العَتيقه ، و جون ميون يَستند على جِدارٍ بارِد تكسوه اللوحات الفنيّه.
لوهان كان قد وصل منذُ بِضع دقائق إلى المملكه وأخبرهم بِمَ قد حدث ليأخذ قِسطاً من الراحةِ بجناحهِ الخاص.
تَنهد بيكهيون بمللٍ وكأنه كان يتوقع هذا السؤال تحديداً، عقد يديهِ خلف ظهرهِ بطبيعيه وتمتم."كنتُ أتسكع في الأنحاء."
صوت شَخيرٍ ساخِر قد أُصدِر لتوهِ عندما إستدار كيونغسو ليُحدق بهِ بإستهزاءٍ تام، سُرعان ما عادت تعابير البرودةِ والحِده لتكسو وجهه ليتحدث بسخريه."هل تُريد مِني تَصديق الأمر، عُذراً !" أشار نَحو هذا الكائِن الصَغير الذي أُحيط بالعديد مِن الذرّات الحمراء في حين أن ملامحه كانت لَطيفه ويَمتلك أُذنين كَبيره وجِلدهِ طغى عليه اللون الأصفر.
حَدق بيكهيون بهِ بعد أن إعتلت تعابير الصدمه وجههِ المِثاليّ، إنهُ الكائن المُفضل لهُ في هذه المملكه وهو بذاتهِ جاسوساً عليهِ.
أدار وجهه نَحوَ جون ميون وحَملق بهِ بتعابيرٍ غاضِبه مما دفع جون ميون إلى هزّ كتفيه بعدمِ حيله ليتحدث بلامبالاه."أنا لم أترك مَنصب الزَعيم إليهِ مِن فراغ." جون ميون كان القائِد ، لكنهُ كان يُعجب دائماً بِعقلية كيونغسو الناضِحه والقائِده، إستراتيجيته عَبقريه في الكثير مِن الأوقات لذا تنازل عن هذا المَنصب إليهِ.
ضغط بيكهيون على أسنانهِ في مُحاوله لِكبت غضبهِ وتحدث بثباتٍ إنفعاليّ."أنت جَعلت بيكاتشو جاسوساً عليّ!"
إبتسم كيونغسو إبتسامه جانبيه وتقدم ببرودةِ أعصابٍ ليجلس فوقَ إحدى المقاعد الضَخمه في هذه الغُرفه الساحِره."بالطبع لن أُكلف نفسي عناء التجسس عليك، لذا كان أقرب الكائنات إليك هو الحلّ الأمثل."
إبتلع بيكهيون ريقهُ بحنقٍ عندما إزدادت حركة تنفسهِ تعبيراً عن غضبهِ لكنهُ مع ذلك تحّكم بأعصابهِ وحاول الهدوء.
تحوّلت نَبرة كيونغسو إلى الغَضب بعد ثوانٍ من إختلاس النظرات بينهُ وبين بيكهيون."كيم هَيرين، بحق الله إبنة كيم تاي وو !" ضرب بقبضته أعلى تِلك الطاولةِ التي كانت تُقابله لتهتز الغرفةِ مِن قوتهِ ، إن كان غاضِباً يُمكنهُ أن يَشق الأرض من تحتهِ.
أغلق بيكهيون عيناهُ لوهله مِن هذا الصوت المُزعج الذي أُصدِر لتوهِ قبل أن يفتح عيناهُ مِن جديد ، يَعلم كم سيتفزّ كيونغسو بهذا الردّ المُقبل لكنهُ لن يتراجع."أجل، كيم هيرين إبنة كيم تاي وو، كنتُ على موعدٍ معها ، ماذا في ذلك؟"
"ماذا في ذلك؟" ضَحك كيونغسو بصدمةٍ ونَهض مِن مكانهِ ليَعتدل تشانيول في جلستهِ كما فعل جون ميون حين كان مُستنداً على الجدار، يجب ألا تكون النتائج مَشينه.
تقدم بضع الخطواتِ مِنهُ لينظر إليهِ عن قُرب قبل أن يَدور حولهِ وهو يحاول بقدرِ المُستطاع رّدع تِلك الإنفعالات الداخليّه."بالطبع ماذا سيحدث إن وَقعت في الحُب مع مصاصة دِماءٍ هَجينه مِن قبيلةِ ماكِره أدّت إلى تَفريق بيننا وبينَ قبيلةِ الذئاب، بالطبع لا شيء مِن هذا حين تُسيطر تِلك الفتاةِ على مشاعرك بأكملها لتُصبح عَبداً إليها متى أرادت ، وستتفكك هذه القبيلةِ أيضاً ليُصبح كيم تاي وو هوَ الزَعيم على الجميع. هذا ما تُريدهُ صحيح؟"
تنفّس بيكهيون بقوّه قبل أن تَبدأ نبرة صوتهِ في الهدوء ، يعلم جيّداً كم أن كيونغسو خائِفاً مِن التفكك مُجدداً وتِلك المَره لن يعود كُل شيّءٍ كما كان في السابِق."حسناً، أنا أعلم تماماً ما يجول بخاطرك، لكن هيرين ليست كذلك ، إنها على عكسِ والدها تماماً."
قاطعهُ كيونغسو سَريعاً."وماذا عن تِلك القوى الشريره التي إنبثقت إلى العالم إثر ما حدث إلى شجرةِ الحياه وتَفكك القبيلتين؟ أنظر لا تُحاول إقناعي بمدى نقائِها وإختلافها، لا تُحاول حتى."
نفى بيكهيون بنفاذ صبرٍ."تِلك القوى لم تًنشأ بسبب تاي وو ، خلافاتنا نحنُ وصراعاتنا هيَ مَن جعلت تِلك الشجرةِ تَنقسم لننفصل عن بعضنا البَعض، نحن لم نستطيع رَدع طَمعِ يي فان لذا هذا خطأُنا نحنُ وليس خطأ تاي وو."
"مِن كان الذي أرسل تِلك المُتحوّله إلى يي فان ليَغرز الطَمع بداخلهُ."، إستدار بيكهيون عِندما تسائل تشانيول بإستنكارٍ حينما تدخل بالحديث، أضاف بعد أن تقدم وهو واضِعاً يداهُ بداخل جيبا بِنطالهِ."كيم تاي وو هوَ من أرسلها وكل ما حَدث كان بسببه."
أومأ جون ميون مُشاركاً بالحديثِ أيضاً."أنتَ لا يُمكنك توقع ما قد يفعلهُ كيم تاي وو، من يَعلم قد يكون هو أيضاً من أشار على إبنتهِ بإغوائك للإيقاع بكَ."
"هيَ لم تغويني،" قبض بيكهيون على يدهِ و عروقِ وجهه قد بَرزت بحنقٍ."هيَ لم ولن تغويني، أنا مُتأكدٌ مِن ذلك." رمق كيونغسو وعقّب."نحنُ لن نَستطيع إكمال حياتنا على هذا النَهج، لم نَعد ننظر إلى بَعضنا البَعض إلا في تلك الحالات العَصيبه،" دار حولهم تِلك المرةِ ليتسائل بتعجبٍ وحِده."لِمَ فقط لا نَقع بالحبِ دون تِلك المهاوشات الفاشِله، لمَ نكترث بِمَ فعلهُ الأسبقين بينما في أيدينا أن نُحوّل هذا العالم إلى الأفضل. نحن نستطيع العَيش مَعاً بسلام إن أردنا ذلك."
إبتسم كيونغسو بإستهزاءٍ وقال."أجل، لِمَ لا نقع بالحُبِ مع أبناء عائلة نشأت على قوى الشرِ. والمَكر والخداع هم أساليبهم في الحياةِ ليمتلكون العالم بأسره ، وأيضاً لِمَ لا نقع بالحبِ مع بَشريه لنَجد المُستكشفين مُحيطون بالمملكه بكلِ مكان." توقف بيكهيون لوهلةٍ ونَظر إليهِ ليُكمل كيونغسو."أنتَ سُتصبح مِثل كاي ، ستُنفى مِن المملكةِ إن لم تتوقف عن مُقابلة تلك الفتاةِ، مَن يتبع أهواء نَفسهِ تَحلّ عليهِ اللعنه ويُنفى مِن المملكةِ،" أومأ كيونغسو ليؤكد على نهاية حديثهُ."كما سيحدث مع أوه سيهون، هو يعتقد بأنني لا أعرف ما يفعلهُ لكنني على درايةٍ كامِله بِكلِ شيء يحدث داخل أو خارج أسوار هذه المملكه!"
"أنت من سيُفكك تِلك القبيلةِ ،أيها الزَعيم." أعلن بيكهيون بتهديدٍ ونَبره مُمتزجه بالسُخريه لِمَ قد دار بينهما للتو ثم أستدار بعد أن أضاف."أنا لن أهتم بَعد الآن."
=
العديد مِن النظرات المُتلهّفه باتت تتطلع إلى هذا الجَسد المثاليّ الذي يَسير بهالة عارضي الأزياء تِلك.
ملامح أوه سيهون الدقيقه والساحِقه هيَ ما تَجعل الفوضى تَعمّ هذه الجامِعه عندما تطأ قدمهُ خطواتها الأولى داخل أسوار الجامِعه.
كعادتهِ يَسير بِمفردهِ بتعابيرٍ فارِغه وبارِده تَجعل الفتيات يَهتفن بسعادةٍ وإعجاب، كأنهُ أحد الأيدولز لكنهُ أكثر شهرةٍ مِنهم حتى.
عينيهِ جالت في المكان كالردار وكأنه يَبحث عن الهَدف لتَقع عيناهُ أخيراً فوقَ تِلك الفتاةِ التي تَجلس فوقَ إحدى الأسوار الخاصّه بالدرج المؤدي إلى القاعه الأولى، قلبهِ بدأ بصنع هتافاتٍ داخليه كالتي تُصدرها الفتيات مِن حولهِ ، لكنهُ فقط خصصها إلى فتاةٍ واحِده ، كيو را مين.
إبتسم إبتسامه جانبيه لتتعالى صرخات الفتيات المُزعجه ، إنهن طائشات وحَسب، إقترب نَحوها لكنها لم تكن مُنتبهه إليهِ ، في الواقع سماعات أذنها قد حَجبت تِلك الضوضاء التي بالخارِج وهذا ما تُفضلهُ.
باللحظةِ ذاتها كانت قد نظرت إلى ساعةِ هاتفها لتجدها الثامنةِ مساءً ، المُحاضره على وشك البدء، قفزت مِن أعلى السورِ لتستقل تلك الدرجات العاليهِ بخطواتٍ سَريعه نَحو قاعةِ المُحاضرات.
تنهد سيهون بإنزعاجٍ واضِح حالما إختفت مِن أمامه بين تِلك الحشود التي بدأت بالتهافت على القاعةِ.
شقّ طَريقهُ نحوَ القاعةِ مِثلهم ببرودٍ ولامبالاه، هو لا يَهتم إلى تِلك المحاضرات المُمله ، كُل ما يفعلهُ هو المَجيء للتحديق بِها قَدر ما يَشاء ، لكنهُ ببساطه لا يَملّ مِن مُراقبتها دائِماً.
جَلس في الخَلف فوقَ إحدى المُدرجات بمللٍ وبرود لتتسابق الفتيات على الجلوس إلى جانبهِ مما دفعهُ لإطلاق تَنهيده عَميقه بتمللٍ، هذا ما يَحدُث دائِماً ، تجاهل ما يَحدُث حولهُ وبحث بِنظرةِ عنها من جديد، على الأرجح جالِسه بالقربِ مِنهُ.
توقف عن البحثِ عنها حينما إبتسمت عيناهُ لتتشكل إلى هلالٍ حالما تفاجأ بجلوسها في المُدرج ذاته ، لكنها تَبعُد عنهُ قليلاً، إنها المرةِ الثانيه التي تتصادف بِها تِلك الأماكِن.
دَخل البروفيسور بمادة علوم الطَبيعه ليَعُمّ الصمت على المكان بأكمله، وهذه كانت فُرصه مُناسِبه لتحديقات أوه سيهون الشارِده بها.
وضعت رأسها أعلى الطاولةِ التي تُقابلها وأغلقت عينيها بِهدوءٍ، لا تُحب الإستماع إلى ما يقوله البروفيسور ليو عن تِلك الأشياء المُمله الخاصه بِعلوم الطَبيعه.
سيهون إستطاع رؤية وجهها بوضوحٍ لأنها كانت في إتجاهه.
تمَعّن النَظر إلى ملامِحها المُتناسِقه الجَميله وتِلك الخُصلات الناعِمه التي تُداعِب وجنتها كُلما لفحها الهواء البارِد.
شفاهها الوَرديه والمُمتلئه مُتفرقه قليلاً بِجانب أنفها المَنحوت بِدقّه وعينيها البُنيّه، كُل شيءٍ بها مِثاليّ، وقادراً على خَطفِ أنفاس كُل مَن يَتمعن بها كذلك كما يَحدث مع أوه سيهون.
وكأنهُ مُنوّم مغناطيسياً أو واقعاً تحت تأثير سِحرها العَميق الذي تُصدره بأفعالِها الهادِئه والبارِده ، رُبما هما يتشابهان وهذا ما يجعلهُ في حاجةٍ مُلّحه إليها.
وكزت إحدى الفتيات صديقتها لتَهمس لها."أنظري، أوه سيهون يتطلع إلى كيو را مِن جديد."، نظرت الفتاةِ إلى ما يَحدث لتشعر وكأن الزَمن قد توقف بينما سيهون يُحدق بمعالم كيو را بشرودٍ.
أعادت النَظر إليها بتساؤل وحيره."هل حقاً هو واقِعاً في حُبها كما يقولون؟"
ضحك سيهون بِخفه ، لقد إستطاع سماع ذلك جيّداً ،حسناً الأمر يُعجبهُ بالفعل.
إن كان عليهِ إخبار العالم بأكمله بأنهُ واقعٌ في حب تلك الفتاة لَفعل، لكنهُ لا يُريد أن يؤذيها، يريد أن يتأكد أولاً مِن مشاعرها تجاهه وبعد ذلك سيتصرف كما يُحتم عليهِ قلبهُ الدافيء.

دِماءٌ تسير بالوريد لا تُعني بأنها مُفيده.Where stories live. Discover now