Part 23

1.1K 74 52
                                    

نزلت درجات الشركة وهي تختال بخطواتها و تلوح بين أصابعها بالمفتاح بتفاخر ، حتى وصلت إلى السيارة حيث ينتظرها دونجوانها الخاص ، فقال لها : تأخرتي كاتيا ! لم كل هذا ؟!
أجابته : اللوم يقع على آريا التي ترددت كثيرا قبل الدخول إلى مكتبه ..
انهيوك بفضول : إذا. . ماذا حدث ؟
كاتيا بضحكة ماكرة وهي تتلاعب بالمفتاح بين أناملها : لا تقلق ، لم أغادر حتى أقفلت الباب عليهما معا .. لنرى كيف سيخرجان الآن ، بعد هذا لابد أن يتصالحا !
ضحك انهيوك : جوهرتي الماكرة ! .. وماذا الآن ؟ إلى أين سنذهب نحن ؟
كاتيا وهي تسند رأسها و تضع حزام الأمان و بابتسامة ولهانة : أخبرتك أن أي مكان معك هو الجنة ..
ابتسم لها بحب وقال : إذا. . إلى الجنة !
انطلق بها إلى جنتهما الخاصة ، حيث سيرسما سعادتهما في نهاية هذا اليوم على طريقته الساحرة و بفنونه الآسرة ..

----------

علمني حبك أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان
يا امرأة قلبت تاريخي
إني مذبوح فيك من الشريان إلى الشريان
علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان
علمني أني حين أحب تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياء ما كانت أبدا في الحسبان

*نزار قباني*

------------

أبعدت وجهها عنه و خيبة الأمل تعتريها عندما لم تشعر به يتفاعل في قبلتهما كما السابق ، بل كانت الصدمة تشل تفكيره و حواسه .. صدمته بها و بقبلتها و هو يعلم أن الأمور لم تصطلح بعد بينهما ..
اقتربت من أذنه و همست بأنفاس حارقة أذابت صلابته أمامها : كيوهيون ، يجب أن نتحدث .. هناك الكثير يجب أن يقال ..

ابتعدت بعدها عنه لتدور حول طاولة المكتب وهي تخلع عنها ذاك المعطف الرقيق و ترميه جانبا ، لينكشف له من تحته ماكان يتوقع تماما .. فستان قصير أسود اللون مثير التصميم قد نحت ورسم على تضاريس جسدها بإغراء مطلق ، و بشعرها المصفف بطريقة عصرية جعلت خلاياه تنصهر لرؤيتها هكذا ، و حرارة جسده ترتفع و يضيق عليه صدره بأنفاسه العاشقة و ضربات فؤاده أمام سطوة إطلالتها المثيرة .. مما جعله يفك عنه زرا آخر من أزرار قميصه و يحل ربطة عنقه أكثر مما كانت هي محلولة أصلا ...

جلست مقابلة له و لفت ساقا فوق الأخرى و قالت : علينا أن نتحدث بأمور كثيرة ، بكل الذي لم يقال مسبقا !
قال لها بشيء من البرود المصطنع : آريا ، ليس هناك شيء ليقال .. تحدثنا سابقا في كل شيء و انتهى الأمر ..
آريا بحدة : لا ! تحدثت أنت .. أما أنا فلا ! .. لقد آن الأوان لأتحدث أنا الآن ، دورك انتهى في الحديث و جاء دوري أنا ..
تنهد بعمق ثم أسند ظهره على الكرسي و عيناه معلقتان بها ، لتردف قائلة : لقد جاء دوري في الحديث الآن ، بعد صمت دام طويلا جدا جاء دوري .. في الواقع ، لقد بقيت صامتة لسنوات طويلة ، منذ سنتي الجامعية الأولى .. منذ اللحظة التي رأيتك بها للمرة الأولى كنت صامتة ، و الآن سأتحدث ! سأتحدث لأجعلك تشعر بي .. تحس بالذي كان يجتاحني طوال تلك السنوات ! طوال تلك السنوات ، خاصة سنوات الجامعة كنت أنتظرك .. كنت دائما أمامك .. لم أكن أطمع بالكثير ، كل ما كنت أتمناه حينها كان نظرة ! مجرد نظرة منك .. نظرة مليئة بالمشاعر و الأحاسيس ، نظرة نابضة بالحب ، نظرة تعيد لمام شتاتي وتبعثري في حضورك .. إلا أنك حتى بهذه بخلت علي ! لم أكن أرى في عينيك إلا النظرات الباردة ، لأنني لم أكن في بالك يوما ، فكيف في قلبك ! كان قلبك وقتها ممتلئ بيورا فقط ، و أنا لم تكن ترى مني سوى آريانا المجتهدة ، فتاة التحصيل العلمي الممتاز ، الفتاة التي تستعير دفتر محاضراتها كل حين و آخر ، فتاة تقويم الأسنان و الهيئة البسيطة .. لم يكن هناك أمل ، انتظرتك طويلا و لم يكن هناك أمل ! انتظرتك سنة ، و اثنتين ، و ثلاثة ، و أربعة. . ولم تلتفت لي أبدا ! انتظرتك و حاولت جذب انتباهك و لم تلتفت ! ... انقطع أملي و رجائي بوصالك ، استسلمت و لم أعد أرى حلا يحوم في الأفق حتى بعد أن غيرت من نفسي و هيأتي .. لم يعد لي سوى أن أجلس على أطلال حبك كل يوم في المطعم و أنا مكتفية بإشباع عشقي الجائع لهواك بمجرد نظرات و نبضات خافتة من بعيد دون ادراكك حتى ! ، لأنك حتى حينها كانت يورا نصب عينيك و لم تكن تبصر غيرها !! ... لذلك ، عندما عرض علي دونغهي فكرته المجنونة وافقت ! وافقت لأن الطرق ضاقت علي ، و ما عاد بيدي أي سبيل أو فرصة لجذب انتباهك إلي .. حبك تملكني حد الهذيان !!

خديعة بنكهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن