Part 3

1.7K 91 143
                                    

" كنت ملجأي في عزلتي .. و أماني حين ترتجف أوصالي
سلبتني عقلي و إرادتي .. و أمام عينيك كنت الخاسرة في قتالي
أدمنتك و أدمنت عشقي لتفاصيلك .. فكنت أميري في أحلامي و محور كل آمالي
إرأف بقلب استوطنته بلا استأذان .. فأنا الأنثى التي بذراعيك كسرت لي كل أغلالي"

جلست على الأريكة بسكينة ترتجف خوفا وذعرا مما حصل معها منذ عدة دقائق ، أهي برودة المكان أم برودة الخوف ! ، هي حقا لم تستطع التمييز ... أقبل عليها حاملا بيده كأسا من الماء وباليد الأخرى غطاء سميكا .. ناولها الكأس بلطف ، لتحمله بيد مرتجفة وتشرب منه رشفة صغيرة مخففة الذعر الذي أصابها .. وضع الغطاء الدافئ على كتفيها وشغل لها مدفأة صغيرة مقابلة لها .. جلس بقربها وكلمها بلطف : كيف تشعرين الآن ؟ ، هل أنت بخير ؟
التفتت له بوجهها بعيون دامعة : أشكرك حقا من كل قلبي على موقفك هذا ، ماذا كنت سأفعل بدونك أنا ؟!!
كيوهيون : لا بأس ، إهدأي كل شيء سيكون بخير ، ولكن .... أخبريني ، ما الذي أتى بك إلى مكان كهذا وفي وقت متأخر من الليل أيضا ؟!
آريا بتلعثم ممزوج بخوف : ل...لقد ... كنت .... في زيارة لإحدى صديقاتي في مكان قريب من هنا ...و .... غادرت متأخرة من عندها ، وتهت في الطرقات .... بعدها .... أوقف سيارتي أولئك الرجال وظهرو لي من حيث لا أدري .....و .....حاولو ..... الإعتداء....
أحاط كتفها بذراعه ومسح عليه مهدئا إياها : ششش لاتقولي هذا ! ، انسي ما حصل .. المهم أنك بخير الآن ..
ابتسمت من وسط دمعاتها : هذا لا يمنع شكري لك كيوهيون !
بادلها الإبتسام وقال مازحا : حسنا ، اشكريني كما تشائين ولكن أعيدي البهجة إلى وجهك المتعب هذا !!
ضحكت بخفة ثم أومأت له ب'نعم' ... فتابع قائلا بنفس نبرة المزاح : اعذريني آنسة آريا على فوضوية المكان ، فكما ترين .. أنا شاب أعيش لوحدي ، إذا الترتيب وأنا لانتفق أبدا !
ابتسمت له و نظرت في عينيه وأجابت : أولا لا تناديني ب'آنسة آريا' بعد ما فعلته لي اليوم ، نادني ب'آريا' فقط .. ثانيا ، على العكس تماما ، الشقة مليئة بالدفء ... بسبب وجود لمستك وحسك فيها ..
صدمته بإجابتها المليئة بالمشاعر وعيناها اللتان تفيضان بآلاف الأمور التي لم يراها في عيني أنثى أخرى من قبل .. سرح في عينيها وهام بهما ونسي الكون من حوله ، ليسترجع ذاته التي كادت تضيع بها وبمنظرها الرقيق الخائف قائلا لها متداركا : مم حسنا ، ماذا تحبين أن تتناولي على العشاء آنس...... أقصد ...آريا ؟!
آريا بارتباك بعد أن أفاقها من شرودها هي الأخرى بسؤاله : ماذا ؟! .... عشاء !! .... من فضلك لا ... يجب علي العودة للمنزل ، لقد تأخر الوقت !!
كيوهيون بانفعال ولهفة : لا لا ابدا ، أنا لن أقبل .. أنت لن تخرجي من منزلي إلا بعد تناول العشاء ..يجب علي الاطمئنان عليك أولا !
آريا : أرجوك لا ..لقد تأخر الوقت بالفعل ولا مجال للعشاء و .....
قاطعها بعناد : أبدااا ، أنا لن أقبل أبدا .. تناولي العشاء وبعدها إذهبي إذا أردتي إلى المنزل ...
آريا : ولكن ....
كيوهيون : هيا هيا بدون مناقشة ..سأذهب لأجهز العشاء بأقصى سرعة ، أما أنت فاسترخي هنا قليلا ريثما أنتهي .. حسنا ؟!
أومأت له بالموافقة بابتسامة ممتنة تعلو ثغرها الناعم ، ليقوم من فوره ويباشر بتحضير مائدة الطعام .. التي كانت تحوي بالفعل على أصناف بسيطة من الأطعمة ولكن شهية و لذيذة في ذات الوقت ..
تناولت طعام العشاء برفقته بسعادة غامرة ثم حضرت نفسها للمغادرة وارتدت معطفها الأنيق ، ليسير برفقتها إلى الخارج باتجاه سيارتها ...
أوقفها متسائلا قبل أن تصعد بسيارتها : ولكن ، كيف سأطمئن عليك الآن أنك قد وصلت لمنزلك بخير و سلام ؟!
آريا مبتسمة : لا تقلق .. سأصل بسلام ، يكفي ماقدمته لي الليلة ..
هز كيوهيون رأسه نافيا : لا .. هذا لايطمأنني .. إسمعي سأقود سيارتك لأوصلك إلى منزلك بنفسي !
آريا : أرجوك لاتفعل ! ، قلت لك سأكون بخير .. صدقا .. شكرا لكل ما فعلته من أجلي ....
صمت كيوهيون لبرهة محدقا بها ثم قال : أعطني هاتفك !
آريا : عفوا !! ،ولكن .. لماذا ؟!
كيوهيون : فقط إفعلي كما أقول !
اعطته هاتفها باستغراب ، ليتناوله ويسجل به رقمه ثم يتصل على هاتفه ليظهر له رقمها بالمقابل ، بعدها فصل الخط وأعاد الهاتف إليها قائلا : رقمي أصبح بحوزتك ، ورقمك كذلك .. من فضلك لاتنسي الاتصال بي عندما تصلين إلى المنزل بأمان ... وإن لم تفعلي ، سأتصل بك أنا !
ضحكت بحب وامتنان على تصرفه ثم أجابت بهدوء : سأفعل .. والآن ، عن إذنك ..
التفتت مغادرة ، ولكنها  تراجعت بعدها وعادت إليه وقبلت وجنته بهدوء ولطف بالغ ، وهمست بأذنه "شكرا لك مجددا" ، بعدها ركبت سيارتها و غادرت بها بالفعل وهي تبتسم بإشراق وتنظر له من المرآة الجانبية .. حيث كان يقف مصدوما بعينين متوسعتين ، رمش عدة مرات ، ثم وضع يده على مكان قبلتها على وجنته ونظر إلى سيارتها التي تبتعد بالفعل عنه .. تمتم قائلا لنفسه "فتاة لطيفة ... و ... جميلة أيضا !!" ....... وضع يديه في جيوبه ورفع كتفيه بابتسامة عريضة ثم عاود الدخول إلى شقته ومشاعر غريبة مفرحة لم يعرف ماهيتها تجتاح قلبه ببطئ ...

خديعة بنكهة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن