قراءة ممتعة ❤️كل يوم ، في ذات المكان ، و الزمان ، تقف امام نفس المنظر على الجسر الحديدي ، متأملة قرص الشمس بينما يغطس في اعماق البحر ليزيح الستار عن منظر بديع يسر الناظرين ، يحرك مشاعرها ، ينفض الغبار عن ذكريات عميقة باتت جزء من الماضي العتيق .
تسمح لهواء الشتاء البارد أن يتسلل بين خصلات شعرها و يتغلغل داخل رئتيها ، ليجلب لروحها نوعاً من أنواع الانتعاش الغريب ، ابتسمت كاثرين لتلك الذكريات ، اغمضت عينيها مسترجعة ذلك الماضي بأدق تفاصيله .
في نفس هذا اليوم قبل سنتين ،كانت تجري بخطوات سريعة متجهة نحو الجسر ، كما تفعل كل يوم منذ ان إلتقت به ، كان يقف هو الاخر بينما ترتسم على وجهه ضحكة خافته : لقد نجحتي في الهروب اليوم أيضا ؟
اجابته مبتسمة بينما تنظر إلى عينيه بشوق ولهفه و قد أخذت في التقاط أنفاسها بعد عناء جري طويل : ماذا ؟ هل كنت لا ترغب بقدومي اليوم سيمون ؟
سيمون : و هل تعتقدين أنه من السهل أن اعيش يومي براحة و هناء إن لم أرك ؟
كل ما في الامر إني اعتقدة إن عائلتك ستمنعك من مغادرة المنزل بعد البارحة ، ألا تخافين غضبهم ؟أشاحت بنظرها بعيداً عنه متأملة البحر و تقلبه المستمر : لا يهمني ، فهُم سيرضخون لنا يوماً ما ، واثقة بذلك .
عانقها بهدوء متأملاً ادق تفاصيلها ثم تمتماً دون أي ثقة بما يقول :امل ذلك حقا ، امل ذلك .
لم تجبه ، انما اكتفت بمبادلته العناق ، بذات الدفئ و الحنان .
استمرت الايام بالمضي ، و استمر الاثنان بنفس الوضع و الوتيرة الهادئه ، كل ليلة و قبل غروب أخر خيوط الشمس ، تفر هاربة من منزلها متجهة له ، كان الاثنان يجهلان سبب بغض عائلة كاثرين لسيمون و وجوده بالقرب من ابنتهم .
حتى ذلك اليوم ، كانت قد همت بمغادرة غرفتها متسللة نحو باب المنزل ، مروراً بغرفة الجلوس ، لتستمع إلى حديث والدها و أخوانها ، يتناقشون و يتحدثون بأمر علاقتها مع سيمون ، لفت انتباهها حين سمعت والدها : لا تحاول ان تستعطفني يا ارثر ، لن اقبل حفيد ذلك القاتل ، كيف تريد مني أن آتمن حياة ابنتي مع فتى من نسل قاتل جدكم !
اردف ارثر محاولا تغير وجهة نظر والده ، لعله يتجاوز حقده القديم لسعادة ابنته : لكن يا ابي هذا لا علاقة له ، و ان كان حفيدا لقاتل جدنا ؟ ذلك لا يعني الكثير ! و لا يعني كونه حفيداً له ، انه يماثل اخلاق و طباع جده !
اطلقت تنهيدة يائسة من عناد والدها ، و قد ايقنت انه من المستحيل لها أن تقنعه بهذه السهولة ، لذا لم ترغب بالاستماع لباقي حديثهم العقيم هذا .
أنت تقرأ
After the sunset || بعد الغروب
Kısa Hikayeبعد الغروب ، حينها يبدأ كل شيء و ينتهي ! بعد الغروب تُعزف مقطوعة الانتظار .. بعد الغروب ، يقفان بأيدي مُتشابكة مُتعانقة. . . . قصة قصيرة من فصل واحد