10..حفلة الميلاد

8.5K 326 72
                                    

لمست اصابعه بشرة وجهها بملامح و نظرات شيطانية اربكت جميع حواسها و نظرت له بحنق ، ثم صفق الباب في وجهها و عاد لمقعده خلف المقود.

و ساق السيارة متخذا طريق العودةً للمنزل ، لكنسرعته الفائقة كانت تفصح عن الشيطان الذي استيقظ بداخله.

قالت له بملامح خائفة ، وضعت يديها على ذراعـه تتوسله برعب :

" كمال ارجوك! سرعتك فاقت المئتان!  سوف نتعرض لحادث! "

كبح الفرامل فجأة، فاوقفت السيارة محدثة صريرا هائلاً، و جعلتها الهزة العنيفة تذوب خوفا.

خرجت من السيارة وصفقت الباب وراءها لشدة خوفها منه  ، لقد فاق جنونه كل التوقعات و حدود الاحتمال!

راحت تتمشى وحدها بعصبية تحاول التخلص من الرغبة في البكاء و الصراخ عليه بكل ما اوتيت من قوة!

من يظن نفسه ليقبلها هكذا دون سابق انذار!!

بينما تزوجته فقط لاجل والدها تنفيذا للاوامر ! و تخليدا لرغبة والدتها التي لم يفارقها الحزن بعد انفصالها عن خطيبها الخائن! و تخلصا من الضغوطات الممارسة عليها! فهي ادركت ان والديه ايضا رغبا بها عروسا لابنهم الوحيد.

في حين انه لا يمتلك الحق لاغاضتها هكذا مع العلم ان الزواج ليس حقيقيًا .
بالاضافة الى انه لم يلمسها سابقا الا عند عناقه الحار. التي انتهى بكارثة.

و لكن الاعاصير التي تعايشها معه كل يوم!  هذا ما ان تنساه ابدا،  لانها سجنت في قفص الذئب.

و في حين كانت خطواتها تتلاحق على الطريق لتخرج ما بداخلها من مشاعر رهيبة، كان كمال يصر اسنانه غضباً.

حتى انه ابيضت قبضتيه على المقود لكنه قرر ان يحاول استعادة هدوئه و تقدم بالسيارة حتى ادركها.

و في الوقت الذي لم تعره فيه اي اهتمام .. نزل بسرعة ليلحق خطواتها المسرعة.

و المفاجأة انه فعل شيئاً غير المتوقع !خابت ظنونها عندما ضمها الى صدره معانقا اياها مم الخلف، فقد ظنت انه ربما سيمسكها ليفجر فيها غضبه!

و همس في اذنها بصوت يملأه الاسف :

"حسنا... لا تغضبي مني ، اعلم انني احمق و انني افسدت الأمسية الهادئة التي خططت لها ! لهذا انا اعتذر بشدة، ارجوك سامحي هفوتي هذه المرة! "

لم تتمكن من ابداء اية ردة فعل تجاهه،  لانها بكل بساطة كانت لا تزال عصبية من تصرفاته المجنونة التي اثارت ضجة في مشاعرها و في ذات الوقت مصدومة من عناقه المتملك اليائس لها  !

و تنشق رائحة شعرها بألم و هو يضم بشوق جسدها المتصلب اليه .

و قال بصوت اجش : " سامحيني "

أنـا و زوجـتـِي 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن