تسمرت عيونها على هذه الكلمات :
"آسف، ما كان يجب علينا ان نرتبط أساساً ، أنا واقع في عشق فتاة اخرى و والدك اكتشف ذلك ، لهذا يجدر بنا الانفصال بهدوء "
بعد غياب طويل.. قرر أن يبعث لها بهذه الرسالة التي وردت اليها من رقم مجهول .. أخذت تشهق و تزفر الهواء قبل أن ينفجر قلبها ألماً عل تلك النسمات تجعل النيران المستعرة بداخله تغظ بحرارتها عنه .. تجمدت الدماء بعروقها وهي تعيد قراءة سكاكينه مراراً و تكراراً بنَفَسٍ مقطوع ..
بصمت حاد ابتلعت دموعها لفترة كافية متظاهرة لنفسها بالقوة.. ثم ما لبثت أن تساقطت كثلوج ذائبة على وجنتيها .. أ هكذا كان يهمس لها بحبه الأعمى لها! أ هذا هدفه السامي و حلمه بالتحليق فوق كل البلاد تخليداً لإسمها حالما تصير زوجته !.. أهكذا نقشت أحرف هذا الأخير على قلبه بنقش من الفولاذ الذائب كما كان يدّعي !
أم أن كلمات الغزل الذي فاضت بها مشاعرها مجرد سهم خيائن وجهه خلال لحظات لقائهما الجميلة ليطلقه طلقةً واحدة تجاه قلبها لينثره صريعاً جريحاً .قامت من جلستها و اخذت تزرع غرفتها ذهاباً و إياباً ..توتر حلقها بنغمات الحزن و الشجن..
للحظة.. أرادت الصراخ بكل ما مدها الله من قوة ..لكنّ صوتها اختفى مجدداً كالسراب ..ربما قرّر إرتداء الخرَس كمعطفٍ دافئ لعلمه أن لا فائدة من الصراخ .. إِذْ يخبرها أن الصراخ لن يسبب لجوفها سوى الألم اامضاعف لمعرفتها أن القدر لا يمكن تغييره بمجرد صرخة واحدة..
خانتها الكلمات ، و جفت الأحرف في حلقها كما تجف اوراق الشجر في فصل الخريف. .
"لا بد ان يكون هنالك شيئاً خاطئاً "
لكن عقلها رفض هذا التحليل قطعياً .. يبدو مضمون الرسالة واضحًا جدا كعين الشمس.. إعترف لها بعشقه لفتاة أخرى للتو! في رسالة مزقت روحها لأشلاء!
لم يكن هناك أيّ خطأ .. وحدها هي المخطئة بتفريغ مكنونات قلبها له.. بحبها الأعمى و عشقها الأسود. و أمواج اشواقها إِليه .. كل كومات المشاعر تلك قرر حرقها بمجرد جملتين بسيطتين سيطرتا على أعماقها..حتى والدها بنفسه أنبها بوحشية ذات ليلة هازئاً :
" أهذا هو ذوقك في الرجال ؟ لم اتوقع من ابنتي هذا الاختيار الرديء. ! "
و لكم ذرفت من دموع ليلتها..
أحست و كأن كره العالم لها لا يكفي.. و كأن هجر خطيبها مجرد علقة من أشواك تشبثت بقميصها الأبيض الملائكي.. بطريقة يسهل نزعها.. ليسخر منها أول رجل تعرفه الفتاة في وجودها.. الأب.!
فبحكم عمله المتميز كان صاحب ذوق رفيع، رغم كونها بكر عائلة بسيطة المعاش .. تعيش أفرادها الخمسة في شقة جميلة تتوسط الحي .. كونه صاحب نفوذ و معارف جعله يتعلم في دنيا الأعمال . فكان دائما يبحث عن الأفضل و لا يرضى بأقل منه..مضى شهران على ذلك .. و ستون يوما و ليلة أمضتها في حسرة على حالها.. تمالكت نفسها ذات يوم و هي تصادفه من واحداً من بين المارة في الحي.. تجاوزت المكان الذي كان يقف فيه يدخن وفقة رفاقه و ضحكاتهم تملآ الأرجاء..
أنت تقرأ
أنـا و زوجـتـِي 💕
RomanceStory by : hontee5 هكذا كانت بداية جنونه بوردة ذهبية أنبتتها الرمال وسط الصحاري.. لم تجد من يرويها بعد عطش السنين .. اندفع نحو فتاةٍ تفتن الرجال.. اختيرت له عروساً شن عليها الحرب في قلبه .. فتفننت في مداعبة أوتاره بلحن صوتها.. لم يتدارك نفسه إلا ع...