3.حمى الحب

11.8K 465 122
                                    

بعد عدة ايام منذ لقائهما الاخير زارته لينا في مكتبه لتتوسله للمرة الاخيرة بالتنازل عن الزيجة فإجابها بتركيز،  و هدوء :

" لا فائدة من ذلك يا لينا لن يعجبهم الامر ، والدينا مصران كل الاصرار على زيجتنا هذه !! "

كيف يمكنه قول هذا!!  بكل بساطة و كأن الأمر لا يعنيه!!!

حسناً ان لم يكن يعنيه،  فهي بالنسبة لها كل حياتها لكثرة ما يهمها الأمر.

اجابته في هدوءاً،  محاولة كبح غضبها :

" انت رجل يا كمال يمكنك ان ترفض ببساطة و سيتقبل الجميع رأيك ، اما انا فلن يصغي احد الي،  يمكنك تبرير رفضك........ لانني مثلا لا اعجبك! "

نظر لعينيها مليا ثم قال بصوت هامس و هو يرسم ابتسامة ساحرة على طرف شفتيه التي اخذت تلتوي بسخرية.

و لمس يدها الموضوعة على طرف مكتبه،  بطرف اصابعه ، فأجابها بصوت رقيق :

" و من قال لكِ ذلك عزيزتي ؟  الجميع يعلم انني معجب بك بشدّة. !"

و غلف صوته تلك النبرة الساخرة التي كان له وقعا عليها ، مثيرا فيها عاصفة قوية من الغضب.

فصاحت فيه و هي تبعد يدها عن يده و تضرب المكتب بقبضتها و تنهض بقامتها :

" لا تستفزني ايها الاحمق ! كلانا مجبر على هذه المهزلة!  انت لا تأخذ الامور هنا على محمل الجد . غبي و ساخر دوما ، اما انا فحياتي كانت منظمة جدا و لكنها و لسوء حظي تدمرت قبلا بسبب رجل غبي آخر ! ..... و ها انا اجد نفسي متورطة معك انت من بعده ، ستأخذ الى بيتك فتاة مقطعة لاشلاء بلا قلب !! و انا ارفض ان اضيع سنة من عمري معك ، انصحك ان تستمتع مع الفتيات مثل باقي ابناء جنسك ، لكن بعيدًا عني ."

اصاب الشلل نطقه بعدما سمعه من شفتيها،  و تأكد ان وقع حادثة انفصالها عن حبيبها السابق،  ترك جرحا عميقا لديها سيصعب مداواته.

اتعلمون المقولة التي تعلن ان :

''' المرإ عندما يكون غاضبا يقول الحقيقة و يعلن عن مشاعره المكبوتة في العمق ''' ؟

فها قد تحقق ذلك. و استنتج انها صادقة في كل كلمة قالتها لان وجهها كان محمرا غضباً . 

بقي وجهه متصلبا ينظر لها بعينيه الداكنتين.

نعم،  انه ابله احيانا،  اعترف بذلك في سره.

لكنه التمس نبرة من التوسل و الحزن في صوتها،  فهي لا تعلم مدى اصرار والده عليه بأن يجعلهما زوجا وزوجة  و لا تعلم مقدار الضغوط التي يتعرض لها مثلها تماما و من كل جهة، و لا تعلم عن الكوابيس التي تؤرقه ليلا .

و كان قد احضر لها خاتم الخطوبة و نهض بهدوء من كرسي مكتبه ماشيا إليها فقامت من مكانها مبتعدة ، اقترب منها  و اعطاها المغلف فرفضته امرها ان تلبسه، وارتجفت عندما لامست يده القوية اصابعها .

أنـا و زوجـتـِي 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن