6.طلب غريب !

10.3K 347 76
                                    


استفاقت من ذاكرتها السوداء، عندما تذكرت الزيارة الخاصة اليوم...

و بسبب ذلك بكت وحدها بحرقة، بكت لاجل الايام التي خلت ، ادمي قلبها حتى الموت بسبب الحب، و لهاذا اتخذت القرار بأن لا تثق ابدا مجددا بجنس الرجال.

بكت حتى اصبح صوتها مسموعا بالنسبة لشخص كان قريباً جداً منها.

نعم ، لقد كان هو، زوجها العتيد، يراقبها بصمت، صمت قاطع كالسيف.

يراقب فتاته الصغيرة برموشها المبتلة بالدموع ، فقط، يراقب و بوجه مقطب متحجر، مصدوماً من مشهدها المكسور امامه.

مشهد لم يكترث له قبلا و لا بعدا الا عندما يكون الامر متعلقا بهذه الفتاة.

لماذا تقلب شخصيته عندما يكون معها ؟؟ لماذا تتمكن من اخماد، النيران التي تبرمها بنفسها ؟!
حتى هو لم يجد جواباً قاطعاً لسؤاله ....

لماذا لم يغمض له جفن دون ان تطارده الاوهام، منذ اول لقاء بينهما، و الاكثر من ذلك منذ اول يوم دخلت فيه منزله .

توقف الوقت حين رؤيته لرأسها يدفن بين ساقيها التي تضمهما في استسلام.

و تألم ذلك القلب الذي يبلغ حجم قبضته مرسلا اشارات بترددات عاليه من الألم المميت داخل صدره المشتعل غيظا.

انه لغز بحد ذاته، لغز لا نعرف السبيل اليه سراب يجعلك تضيع طريقك.

تجمدت الفتاة فجأة، وكانها شعرت بخطوات احدهم خلفها.

و قاطع شهقاتها صوت كمال العميق آتياً من خلفها. .......

" اذن لستِ نائمة! "

تجمد الدم في عروقها و ابت ان تجيبه فقال :

" لقد ظن الجميع بأنك نائمة! بمن فيهم انا. "

و تنهد عندما رأى رفضها القاطع للتفوه بكلمة فاقترب قليلا قائلاً بهدوء :

" لقد طردتُ ضيوفنا للتو بسببكِ.! "

لا اجابة ....

بقيت لينا على حالها، كالصنم لا تتحرك. و لا تتكلم.

حينها اقترب منها و جلس امامها و لم تهتم بالنظر إليه، فقال لها :

" بحق السماء لينا! لم تجلسين هنا وحدك في هذا البرد القارس؟! "

و انتفضت عندما لمس كتفها بأطراف اصابعه ، مما جعله يستغرب تصرفاتها الطفولية التي تنم عن الخوف و الغضب فزفر بشدة كردة فعل تعبر عن الاستسلام للغيظ.

نهض من مكانه، فصاح فيها قائلاً :

" بالله عليكِ يا فتاة ! كلما احاول فعله هو فتح نقاش بين شخصين ناضجين، انا لن القي بك على الارض و اغتصبكي! فلم كل هذا الرعب! "

أنـا و زوجـتـِي 💕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن