أعز صديقات .

660 15 1
                                    


  صوت ضحكاتهن تصدح المكان , مع سيمفونية زخات  المطر . الذي يجعل من المكان تحفة فنية رائعة . من يشاهدهن وهن يضحكن , و يقفزن في هذا المطر , من غير مظلة أو حماية , يظن إنهن مجنونات .

و لكن هم ليسوا كذلك بل هم أعز صديقات . صداقتهن قوية جداً , نظراً للظروف التي مروا بها . حين كانوا يشاركن بعضهن السراء و الضراء .

هم ليسوا صديقات فحسب , بل أخوات من رحم الصداقة , هم ثلاث أجساد بروح واحدة , هم قمر و شهد و ملاك .

فجأة وسط لهوهن و ضحكاتهن تصرخ شهد , ( الأكبر من بينهن , عمرها في نهاية العشرون سنة ) قائلةً : " كفاكم مرحاً , علينا أن نعود للشركة " .

توافقها الرأي قمر , ( الأوسط من بينهن , ذات العشرون عاماً . ) قائلةً : " من يرانا هكذا , لن يتعرف علينا . نحن نتصرف كأطفال . وليس كسيدات أعمال لأكبر شركة في فينا . علينا حالاً العودة للشركة . "

أما ملاك ( الأصغر من بينهن , ذات التاسعة عشر ربيعاً ) , تتذمر وهي تقول : " ألا تَمِلُون من العمل ؟ . و لكنني سوف أذهب معكن للشركة , حتى لا يلتقط لي أحد المصورين صورةً , يجعلها الغلاف الأول في مجلته بعنوان ( ملاك من سيدة أعمال محترفة و مشهورة , إلى مجنونة ) " , تختم كلامها بضحكة , سرعان ما يشاركنها الضحك صديقاتها .

عندما يصلن للشركة تتغير ملامحهن من المرحة إلى الجادة , الكل يعلم تفانيهن بالعمل حتى استطعن الحصول على ( شركة شين قاف ميم للموضة ) الخاصة بهن , التي أسسنها بعمر صغيرة جداً .

لدى كل واحدة منهن مكتب خاص بها في هذه الشركة الفخمة . أما في مكتب ملاك وهي تتصفح أوراق الصفقة الجديدة , تسقط من بين الأوراق تقويم السنة الذي تضع فيه ملاك مناسباتها المهمة , و تتفاجئ إن الغد يوم ميلاد الواحد و العشرون لصديقتها شهد .

ما لبثت حتى اتصلت بمديرة أعمالها و ألغت جميع مواعيدها لليوم . و طلبت من مديرة أعمال شهد أن تزيد من أعمالها حتى لا تخرج من الشركة .

وعندما همت بمغادرة مكتبها تفاجأت بقمر تغادر الشركة بطريقة مضحكة و يبدو عليها الارتباك . نادتها قائلةً بسخرية : " على رسلكِ , ما بكِ ؟ . يبدوا و كأن النار تأكلكِ و أنتِ تهربين منها " .

أجابتها قمر : " هل فقدتِ الذاكرة أم ماذا ؟ , غداً يوم ميلاد شهد . و نحن لم نستعد له , كيف تريدني أن أكون ؟ . " قالت ملاك : " لا تقلقي , لقد طلبت من سارة ( مديرة أعمال شهد ) , أن تشغلها . و نحن سنذهب للتسوق حتى نستعد .

في الغد, كان يوم أفضل من سابقه . كانوا يضحكون و يحتفلون . و يتمنون أن تدوم سعادتهن ,وهم يعلمن إن هذا شبه مستحيل ....     

تحت قطرات المطر .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن