مكائد .

70 6 0
                                        


            قالت شهد بشجاعة مزيفة : " لقد طلبنا رئيسك . " قال الحارس : " و هل طلبكم جميعكم ؟ . " تكلمت قمر أخيراً : " لا فقط أنا , ولكنهم صديقاتي و هم دائماً معي . " بسرعة البرق , توجه الحارس لقمر و سحبها من يدها و أخذها بعيداً . أما ملاك و شهد فقد أخرجهم الحارس الآخر لخارج الشركة , وسط صرخاتهم القلقة على قمر .

قمر : " اتركني . " الحارس : " لا تقلقي , لن أؤذيك آنستي . هناك أوامر أن أحضرك و أنتِ بأفضل حال . "

لم تفهم قمر أيّ شيء . ولكنها شعرت بالحقنة المخدرة و هي تدخل برقبتها . و ما هي إلا دقيقة حتى غابت عن الوعي تماماً .

أما أمام الشركة , كانت الفتاتان يكاد أن يقتلهم القلق . و ما زاد قلقهم هو خروج مجموعة كبيرة من الحراس , و هم ملتفين حول حارس يحمل فتاة . لم تبان ملامحها جيداً , بسبب تغطيتهم لها . لكن ملاك لمحت ملابس الفتاة , التي تشبه ملابس قمر .

صرخت ملاك : " توقفوا , إلى أين تريدون أخذها ؟! . " حاولت ملاك اللحاق بهم , لكنهم كانوا أسرع منها و توجهوا بالسيارة , التي اختفت سريعاً عن أنظار ملاك .

قالت شهد و هي تلهث من الجري : " ما بكِ ؟ . لما تلحقين بهم ؟ . ملاك بصوتِ باكٍ : " لقد خطفوا قمر ! . " شهد بعدم تصديق : " مستحيل , هذا لا يصدق . لِما يخطفونها ؟ . هل أنتِ متأكدة ؟ . "

لم تجب ملاك , لكنها همّت بالإسراع للسيارة و انطلقت بها تحت سرعة جنونية حتى من غير أخذ شهد , التي كانت ترمُقْ السيارة المبتعدة عنها كثيراً نظرات استغراب , و هي تقول : " لقد تركتني . " ثم ضحكت ببلاهة. و تحولت للغضب و هي تكمل بصراخ : " لقد سرقت سيارتي . " مما أدى لاندهاش المارة منها . لم تُعِرهم أيّ اهتمام .

عادت للشركة و هي تنوي الشجار مع الحارسة . قالت : " جيد الآن سيدة قوية , و هي أنا . لسيدة ضعيفة , و هي أنتِ . هيا قولي لي أين قمر ؟ . " لم تكمل شهد كلامها لأن الحارسة طردتها بأبشع طريقة . مما كون بعض الكدمات على وجهها . تمتمت شهد : " قوية . ثم ما بالي اليوم مع الحظ العاثر ؟ . "

" أرجوك توقف . يا إلهي لما لا يقف أحد لي " قالتها بعد ساعة من التلويح للسيارات المتجاهلة وجودها . صدمتها سيارة مسرعة . لم تكن الإصابة خطيرة و لكنها تظاهرت بالإغماء حتى تحصل على توصيلة مجانية .

شعرت بالسائق يقلبها على ظهرها . و هو يصرخ بفزع : " أنتِ ! " فتحت عينيها لتقابل عينيه الفزعة : " أنت ! . " " سامي , توقف " صرخت عندما رأته يعود أدراجه .

ركبت السيارة معه و هي تقول بعتاب : " لِما فعلت هذا معنا ؟ . لِما خنت ثقتي ؟ . " سامي و هو يوشك على البكاء : " اخرجي من السيارة حالاً " شهد معاندة : " لا , أولاً : لأني أريد معرفة الحقيقة . ثانيا : سيارتي سرقت . " ختمت كلامها بنبرة سخرية .

قال بابتسامة و دموعه قد أخذت مجراها على خديه : " حمقاء كعادتك . " شهد ببرود : " أعلم , و الآن قل لي الحقيقة . كنت أثق بك لذلك لم أطردك من البداية . أنت خنت ثقتي أكثر من مرة . "

سامي بسخرية : " نعم كان هذا ظاهراً . أنتِ أول من لم يثق بي . " شهد : " كنت سيدة أعمال . و إذا لم أشعر بواحد بالمائة من الثقة لما بدأت الصفقة من الأساس ! . " سامي باستسلام : " حسناً , و لكن في الحديقة التي كنا نذهب بها منذ زمن . " شهد بابتسامة رضا : " جيد . "

ركضت شهد في أرجاء الحديقة و هي تتذكر الذكريات القديمة . أما سامي فكان نادماً . قال : " آسف . " عبست شهد باستفهام على اعتذاره المفاجئ .

حتى فقدت وعيها . عندما ضربها بالعصا على مؤخرة رأسها . سامي : " آسف على كل شيء . يا زوجتي السابقة . " حملها سامي و غادر بهدوء . على بعد شارعين . كانت ملاك تلاحق رماد سيارة الخاطفين . حتى توقفوا في مكان مهجور بعيد عن المدينة . ارتابت ملاك من المكان ,لكنها اضطرت للدخول لإنقاذ قمر كما تظن ....

تحت قطرات المطر .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن