ما هو المعنى ؟ .

201 8 1
                                    

في اليوم التالي , شهد كعادتها تتصفح أوراق الصفقات , و توقع العقود . حتى توقفت على صفقة بَّدت بالنسبة لها غريبة . و شروطها عجيبة . فاستدعت على الفور جميع أعضاء مجلس الإدارة و شريكاتها , باجتماع طارئ .

كان الجميع يظن - ما عدى شهد - إن الصفقة ستكون ناجحة , و هي كسابقاتها , تكون شروطها تعجيزية و لكن بالنهاية ينجحون بها . و يكسبون المال الكثير . فالشركة لديها سمعة بالدخول بالصفقات الخطرة و النجاح بها , بسبب خبرة أعضائها .

إلا أن هذه الصفقة لم ترق لشهد حتى قالت : " أنتم لا تفهموني ! . أنا لا أقصد إننا لن ننجح , بل إن هذه الصفقة تحتوي على مؤامرة , إنها ليست طبيعية بالمرة . أنا هكذا أشعر . لذلك دعنا لا نخاطر , خصوصاً إننا لن نخسر الكثير بإلغاء هذه الصفقة " .

قالت ملاك : " أنا لا اقصد أهانتك , ولكنني أشعر إنها سوف تَدُرُ لنا الربح الوفير . و لِما نخسر القليل إذا كنا نستطيع أن نربح الكثير . و ربما يكون هذا مجرد إحساس , لا أساس له من الواقع . "

قالت قمر بعد فترة من الصمت : " أنا أثق بنجاح هذه الصفقة , دعونا نتفاءل . "

قالت شهد مستنكرةً : " صدقوني سنخسر الكثير , ثم نحن لا نلعب حتى نثق بأي شيء مصيري كهذا . و لكن في النهاية الجماعة تتغلب على الواحد . " ربتت قمر على ظهرها . أما ملاك و هي تهم بالمغادرة قالت : " لن تندمي على الموافقة في هذه الصفقة أعدك . أنا أشعر بثقة اتجاه صاحب الصفقة."

كان في كل يوم يمر على هذه الصفقة تحتار شهد أكثر من قبله , في معنى هذه الصفقة الغريبة . " ما هو المعنى ؟ . " كان هذا السؤال تردده في عقلها كل حين .

كانت تشك بأمر سامي ( صاحب الصفقة من الشركة ) , و أيضاً فقدت ثقتها بسارة . بسبب ترددها المبالغ فيه , في اجتماعات الشركة كافة , و عبثها بالأوراق المهمة .

حتى قررت في يوم مواجهة سارة و سامي . و لكنهم طلبوا منها الراحة , حيث قال سامي : " يبدوا إنك تحتاجين للراحة . أنتِ بدأتِ تتوهمين . و تتهمينا بأشياء لا تمت للواقع بصلة " .

غضبت شهد من كلامه , و لكنها راجعت الصفقة , و لم ترى أخطاء , غير شعورها بأن الصفقة غير جيدة . فقررت أخذ إجازة لثلاث أيام , و تسافر لفرنسا . و تترك مسئولية الشركة بيد قمر و ملاك . لحين عودتها .

و في المساء عندما أرادت توديع الفتيات . قالت قمر : " لا أعلم لِما ! . و لكنني أشعر إن شيءً سيئاً سيحدث لكِ في هذه السفرة . أرجوكِ لا تسافري ! . "

قالت شهد بسخرية : " يبدوا إنه يجب أن ترافقيني , فحتى أنتِ تشعرين أنه هناك شيءٌ سيء سيحدث . ربما تتخيلين مثلي ! . "

قطعت محادثتهم ملاك عندما قالت : " نتمنى أن تستمتعي , و أن تصلي لنابالسلامة . سنشتاق لكِ . " .....   

تحت قطرات المطر .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن