أين أنا ؟ .

74 6 0
                                    

             كانت متهورة جداً . في موقف كهذا , يجب عليها الاتصال بالشرطة , لا الدخول و اصطناع الشجاعة .

فور دخولها كانت قمة في الاستغراب . فالفتاة لم تكن قمر . لم يأخذ الموضوع منها ثوانٍ , حتى استوعبت المكيدة . و شكرت ربها إن شهد ليست معها . ثم فقدت وعيها , نتيجة الإبرة المخدرة .

استيقظت شهد و الإضاءة البيضاء القوية , بسبب البرق تكاد تعميها . و صوت الرعد أزعجها . و قطرات المطر الصاخبة بللت ثيابها .

كانت تريد أن تغير من وضعيتها . حتى تذكرت إنها مقيدة و مخطوفة . و خاطفها الذي بلا قلب , تركها تحت قطرات المطر الهائجة .

كانت خائفة , بدأت دمعة متمردة بالظهور , لحقها شلال من الدموع . لولا عينها الحمراء , لما بان عليها البكاء . فقطرات المطر ملئت جسدها الخائف المرتعش .

سمعت صوت رجل من خلفها , استنتجت أنه صوت خاطفها , : " استيقظت الأميرة النائمة و أخيراً . " لم تكلف نفسها عناء الالتفات لرؤية وجهه القبيح, كما وصفته بداخلها.

ركلها على معدتها , مما جعلها تبصق الدماء . رفع وجهها بيديه المفتولة بالعضلات , و هو يقول : " معكِ لؤي . " في البداية استغربت كون شاب وسيم هو خاطفها . و لكن تذكرت مدى شره , فقالت باشمئزاز : " و من سألك عن اسمك يا هذا . "

ضحك بخبث و قال : " سوف ترين الجحيم هنا . و أيضاً لدي هدية استقبال جميلة جداً , أنا متأكدة إنكِ ستحبينها . " صفق بيديه , مما جعل سامي يسرع إليه . وسط نظرات شهد المنصدمة .

أنزل سامي وجهه بإحراج و ندم , و قال بصوتٍ حزين : " نعم سيدي . " صرخت شهد : " لقد خنت ثقتي للمرة الثالثة يا خائن ! . "

لؤي بخبث : " ليس وقت شجاراتكم الزوجية . " شهد بسرعة : " نحن لسنا متزوجين , لقد انفصلنا منذ زمن بعيد . " قال سامي بنفاذ صبر : " ما الذي تريده مني , سيدي . " شدد على آخر كلمة .

لؤي : " خذ أميرتنا الجميلة , لهديتها " شهد ببرود : " لستُ أميرة أحد . " حاول سامي مساعدة شهد على القيام . ولكنها دفعته : " استطيع المشي وحدي . "

دخلت للداخل , حيث هنالك تلفاز عملاق جداً . لؤي بلباقة مزيفة : " استمتعي بالعرض , آنستي . "

عُرِض على شاشة التلفاز , صور ملاك و قمر . وهم مقيدين بالحبال . فاقدين الوعي . كذلك كل علامات التعب تَبَان بوجههم واضحةً بشكلٍ تام ....


تحت قطرات المطر .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن