" ما الذي يجري هنا . أأنتِ نفس الفتاة المزعجة التي اتصلت بي ؟ . " قالها الطبيب بحاجبين مقوسين من الغضب , و هو ينظر لقمر .
" نعم , حتى أنا لا أعلم ما الذي يجري . فهذه الفتاة المزعجة دخلت و هي تصرخ , فشاركتها صراخها . " قالتها الفتاة المجهولة و هي ترفع كتفيها باستفهام , و غير مبالاة.
ضحكت شهد على مظهر الفتيات و قالت : " لا عليك يا حضرة الطبيب , هؤلاء الفتيات المجنونات صديقاتي . و أنا أعتذر بالنيابة عنهن " . هجمت ملاك على شهد بعناق أخوي , و دموع الفرح تعتلي عينيها . و كذلك قطرات المطر هدئت لتناسب الموقف . أما قمر فذهبت مع الطبيب حتى تعلم قصة شهد .
الطبيب : " هي هنا تقريباً من شهر , و لديها فقدان جزئي بالذاكرة , أيّ إنها لا تتذكر آخر سنتين بحياتها . "
قمر : " منذ شهر و للتو عرفنا عنها , كيف هذا ؟ . ما هذا الإهمال ؟ . "
الطبيب : " عذراً آنستي , و لكن أنا أقوم بعملي حسب قواعده . و هي إنه في مثل حالة شهد , خصوصاً إنها في الشهر المنصرم كانت بغيبوبة . نحدث أهلها بشأن حالتها . و هي ليس لديها أهل . و إذا استيقظت من الغيبوبة نحاول الاتصال بأي شخص آخر . فوجدنا رقم هاتفك ببقايا حقيبتها اليدوية . "
قمر : " ما الذي تقصده ببقايا ؟ . ثم كيف وصلت شهد للمستشفى ؟ . و هل ستستعيد ذاكرتها ؟ . "
الطبيب : " لقد وصلت عن طريق حادث سير , فكما علمت إنها كانت تقود لوجهة مجهولة , و جاءت سيارة و صدمتها . كما قال شهود عيان إن هذه محاولة قتل . لم نستطع التعرف على الجناة بظل فقدان شهد لذاكرتها , التي من المحتمل بنسبة 50% فقط أن تستعيدها . و لقد تعرفنا على شهد من بقايا جواز سفرها الذي لم يظهر منه إلا اسمها . فالحادث كان قوي جداً . "
قالت قمر بامتنان : " شكراً لكم , بالمناسبة متى تستطيع شهد الخروج ؟ . " الطبيب : " اليوم " .
قالت قمر و هي تَهمُ بالمغادرة : " لمعلوماتك صديقتي ليست بمنتصف الثلاثين , بل هي في الواحد و العشرين . " عادت قمر لغرفة توأمة روحها . و سحبت ملاك خارج الغرفة , قبل أن تتفوه بشيء خاطئ .
تذمرت ملاك : " أنا لم أشبع منها بعد . " قمر : " ستشبعين منها في المستقبل , أما الآن يجب أن تعلمي حالتها . فهي فقدت الذاكرة لآخر سنتين بحياتها . أي قبل أن تصبح لدينا شركة . فهي تعتقد إننا فقراء , و لم نكن أغنياء . برأيك هل نخبرها الحقيقة ؟ . "
قالت ملاك و هي تهز يديها : " لا , بالطبع لا . ما الذي تريدنا أن نقول ؟ . نحن لم نسمع لكلامك مما أدى لخسارة شركتنا ؟ . "
أكملت قمر كلام ملاك بندم : " نعم معك حق , خصوصاً إني تحدثت مع المحامي و قال لي إن جميع أوراق سامي نظامية . و الخطأ حدث من سوء إدارتنا . و القانون لا يحمي المغفلين . "
عادوا للغرفة حتى يساعدون شهد لمغادرتها . همست قمر لشهد : " من هذه الفتاة التي نعتتني بالمزعجة . " قالتها و هي ترمق الفتاة بنظرات حقد مصطنعة .
صرخت شهد مما أدى لفزع قمر قائلةً : " لقد نسيت أن أعرفكم ! . حسناً جود هذه ملاك و هذه قمر . و قمر و ملاك هذه جود . لقد تعرفت عليها بالأمس و أصبحت صديقتي . لقد استيقظت و أنا أشعر بالملل , و هي آنست و حدتي . و لكن كيف وصلت للمستشفى يا ترى ؟ . "
ارتبكت ملاك و قالت : " كنتِ حمقاء كعادتك , تجرين من غير أن تنتبهي للسيارات . مما أدى لهذا الحادث . " ضيقت شهد عينيها و قالت بحدة : " سأتغاضى عن الإهانة , بإرادتي " حيث شددت على آخر كلمة .
أوقفت جود المشادة الكلامية بين الصديقتين عندما قالت : " يبدو إنه وقت الفراق , للتو اتصلت والدتي بي و عليّ مغادرة المستشفى لوطني ألمانيا . " ختمت كلامها بدمعة متمردة سقطت من عينيها . سرعان ما تحولت لشلال من الدموع , حيث شاركها كل من في الغرفة بالبكاء .
همست قمر لملاك بدموع : " إن جود و شهد يبكون لأنهم صديقات , نحن لماذا نبكي و من دقائق تعرفنا عليها ؟ . " قالت ملاك بدموع و ابتسامة مضادة للموقف : " صدقيني لا أعلم , ربما نحن نواسيهم . كما يفعل المطر معنا الآن . يبدو إن العاصفة لن تنتهي . "
ما إن انتهوا من كلامهم حتى أطلقوا ضحكة غريبة . مما أدى لفت انتباه جود وشهد الباكيتين .
قالت جود : " هل تعتقدون إن هذا وقت الضحك ؟! . ألا ترون إننا نبكي ؟ . يجب أن تواسونا ,لا أن تضحكوا يا رمق ! ."
ضحكت ملاك على اسم قمر . و لكن قمر لم يعجبها الموضوع حيث صرخت قائلةً : " من تدعين بالرمق يا دوج ؟ . " ارتفعت ضحكات ملاك .
صرخت قمر و جود في اللحظة نفسها : " توقفي عن الضحك يا كالم . "
قالت شهد و هي تتصنع الحكمة : " أعتقد إن علينا المغادرة . و أن تتوقفوا عن شجاركم يا أطفال . "
قالت الفتيات الثلاث بصوت واحد : " لا تناسبك الحكمة يا دهش . " ....
أنت تقرأ
تحت قطرات المطر .
Mistero / Thrillerأحداث كثيرة تَمُرُ بين الصديقات تحت قطرات المطر . ما هي هذه الأحداث ؟ . و هل يستطيعون التغلب على المشاكل التي ستواجههم ؟ . يا ترى هل تدوم الصداقة و السعادة ؟ . جميع الحقوق محفوظة , يمنع الاقتباس . تأليف : أفنان البيات .