لا يصدق .

64 6 0
                                    

             مَّرَّ يومان على سفر شهد . و كل الأخبار التي وصلت إلى ملاك و قمر منذ يوم سفرها رسالتان , الأولى : التي تركتها على سريرها . أما الثانية : وصلت اليوم .

محتوى الرسالة الثانية : " أنا لا أريد أن أكمل معكم في صداقتكم هذه , التي لم تسبب لي إلا الهموم . هل قلت يوم لكم إني أحبكم ؟ . اعلموا إنني كنت أكذب , فأنا أكرهكم جداً . لا تحاولوا البحث عني , لأني لا أريدكم . و ليصبح الموضوع أفضل لكم , لقد تزوجت بسامي . و سجل الشركة ( التي كانت لنا سابقاً ) باسمي . التي تكرهكم : شهد . " و أرفقت الرسالة بصورة من ملكية الشركة .

ضحكت ملاك ساخرةً و دمعة متمردة سقطت من عينيها : " رائع , لقد تركتنا بعد كل ذلك . ما هو التالي يا ترى ؟ . " قمر باستنكار : " و هل تصدقي هذه الخرافات ؟ . أعتقد إنها مزحة ثقيلة من شهد ! . " ملاك و الدمعة منها تحولت إلى فيضان من الدموع : " يا ليت لو هي مزحة . و لكن للآسف لا . لقد أرفقت رسالتها بصورة للملكية , لا يمكن تزويرها . "

قمر و هي تسحب رسالة شهد القديمة من على الرف : " انظري , إلى الاختلاف الواضح و الشديد في التعبير بين الرسالتين . لا يحتاج الموضوع إلى تفكير , حتى نستنتج إن شهد ليست الكاتبة . " ملاك و دموعها تأبى التوقف : " أنتِ طيبة جداً يا قمر . تكونين محقة عندما تقولين إنها لم تكتب الرسالة , فسيدة أعمال مثلها ليس لديها الوقت لكتابة رسالة . " قمر : " هذا لا يصدق . " ملاك : " دائماً ما تكون الحقيقة مُرَةٌ جداً يا عزيزتي . " قالتها ثم غادرت المنزل .

تمتمت قمر هادئةً : " أنا أعلم إنكِ في مشكلة . هذا مستحيل أن يكون أسلوبكِ . و لكن كيف أصل إليكِ ؟ . أتمنى أن تكوني بخير يا أختي . " حاولت قمر الاتصال بشهد , لكنها غيرت رقمها .

عند شهد بعد أسبوعان . شهد بلطف : " عزيزي , هل تريد الغداء ؟ . " سامي مستغرباً : " بالطبع عزيزتي . " شهد : " ألن تذهب لغرفة الطعام ؟ . " سامي : " تعلمين إني لا أحب أن يوجد شخص في مكتبي من غير وجودي . " شهد : " ألا تثق بي ؟ , مثلما أثق بك ؟ . ثم أنا و أنت شخصٌ واحد أليس كذلك ؟ . " أومأ سامي بشك و غادر المكتب .

فتشت شهد مكتب سامي , حتى صرخت بحماس : " أخيراً لقد وجدته ! . " التفتت يميناً و شمالاً بحذر : " يجب أن اخبأه جيداً , لا أريد أن يذهب عناء الأسبوعين سُدا . "

اتصلت شهد بملاك . ملاك : " من المتصل ؟ . " شهد : " أنا شهد . " ملاك بحدة : " أنا لا أعرف أيّ شخص اسمه شهد . وداعاً . و إياكِ أن تتصلي مجدداً . " ثم أغلقت . شهد : " ستكشف الحقيقة قريبا ً أعدك . "

أجابت قمر على اتصال شهد السادس . شهد : " أنا شهد " لم ترد قمر . شهد : " أنا آسفة , لأنني لم استطع التواصل معكم في الفترة السابقة . و لكنني كنت بمشكلة كبيرة . و أريد مساعدتكِ , إذا سمحتي ! . " أيضا لم تتلقى شهد أيّ إجابة من قمر , فقط استمعت لصوت شهقاتها العالية , ثم صوت الهاتف يعلن انتهاء المكالمة . شهد بحزن : " أنا لا ألومكم . "

شهد : " سوف أخرج قليلاً . " سامي : " اصطحبي حارس معكِ . " شهد : " جيد , أنت الآن أكدت لي أنك لا تثق بي ! . " سامي : " حسناً , هذه الأولى و الأخيرة . و إذا لم تعودي سوف أخطف الفتاتان ! . " شهد منزعجةً : " كُفَ عن ترديد هذه الاسطوانة . "

قادت شهد سيارتها , تحت قطرات المطر الهادئة . حتى عَكَّرَ الهدوء , صوت هاتفها من رقمٍ غريب . لم تجب إلا بعد الرنة الخامسة .

" و أخيراً , ظننت إنكِ لن تجيبي ! . " شهد : " عفواً , و لكن من أنتِ ؟ . " " يا خائنة , ألم تسجلي اسمي ! . أنا جود . اتصلت بكِ لأني في فينا . و أريد مقابلتك , لقد اشتقت لكِ جداً . "

شهد : " آسفة , و لكنني غيرت هاتفي , و لم أسجل به إلا اسم ملاك وقمر و سامي . و كذلك أنا في فرنسا " جود : " من هو سامي ؟ . "

شهد : " قصة طويلة . و لكن هل تستطيعين أن تقدمي لي معروف لن أنساه ما حييت ؟ . " جود : " بالطبع . " شهد : " أريدك أن تذهبي إلى منزلي في فينا , الذي سأرسل لكِ عنوانه . و أن تذهبي إلى غرفتي , و تخرجي جميع الأوراق الموجودة في المكتبة . من غير أن تشك بكِ الفتيات . " جود : " مهمة صعبة و لكنك تسحقين . " شهد : " شكراً . " ثم أغلقت .....


تحت قطرات المطر .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن