البارت الاول✔

175K 4.5K 680
                                    

اخبروني ان اللقاء قريب قريب..
كيف اتهرب من مواجتي لك يا غريب؟!
المواجهة حانت ولا للهروب يا نقيب..
لا تكن لئيما وقاسيًا يا عجيب..
وتحرقني بنار لاسعة كاللهيب..
ايامنا قادمة معا معا يا ابن النجيب..
اتوسل رفقك وما من مجيب..
كن لقلبي كحنو الحسيب لا كوجع الصليب..
افهمت يا مراد اللبّ الحبيب؟!

-------------------
ها هي الأيام تمر.. يوما يتلو اخرا.. الدقائق تتراكض وتتسابق وكأنها تجاهد للوصول الى الخلاص.. ومع ذلك تبدو للبعض وكأنها قرون.. وكأن الوقت يأبى ان يمر ليشعرهم بالإطمئنان والراحة..

كان يجثم على مقعده المخملي في شركة الجايد بهيبته المعتادة وهو يتابع اعماله بكل بهدوء ودقة..
وفجأة خرج من انهماكه بهذه الملفات التي امامه على صوت هاتفه المعلن عن اتصال ما لينزعج ويتجاهله، متابعا عمله بضيق جلي..

تأفف بحنق شديد واذنيه تستمع الى تكرار رنين هاتفه ليلتقطه بأنامله السمراء.. ويضغط على زر القبول دون القاء نظرة واحدة على من هو المتصل.. ثم رد بصوته الرجولي الخشن:
- الو.. من؟!

اتاه صوت جده الحبيب وهو يهمس بصلابة حانية:
- انا جدك يا ريس، اريدك ان تعود حالا الى المنزل دون اي اعتراض فهناك امرا هام يجب ان اناقشه معك.

اراد الاعتراض الا ان جده لم يفسح له المجال لذلك.. تساءل عن سبب اصرار جده في عقله.. إصراره هذا غريبا عليه.. وقبل ان يعاود جده تكرار طلبه بصيغة امر اجابه ريس بإحترام وانصياع:
-كما تريد يا ابو يوسف.. انا اتي.

نهض عن مقعده بتثاقل.. وخرج بخطوات سريعة من الشركة دون ان يلقي بالاً لأي كائن..
توسد سيارته السوداء الفخمة ليتبعه حراسه الشخصيين..
وما ان وصل الى القصر ترجل من سيارته بخطوات واثقة جامدة.. ثم دلف الى غرفة جده ليراه جالس ينتظره..
سار نحوه ثم احنى رأسه وطبع قبلة على يده المهترية من الشيخوخة.. وهمس بحب واحترام:
-السلام عليكم جدي، ما الأمر لكي تدعوني من الشركة حالا لأعود؟!

ربت ايمن بحنية خشنة على ظهره ورد عليه:
- وعليكم السلام بني، اجلس لنتحدث.

انصاع لأمره بكل هدوء وجلس امامه.. ينظر الى ملامحه المرهقة.. فتساءل بقلق:
- جدي هل انت بخير؟ هل انت مريض؟ تبدو شاحبا للغاية!!

ابتسم الجد لحفيده الذي رباه منذ صغره، منذ وفاة عائلة ابنه يوسف فتبقي هو واخاه جواد الذي يصغره بأربعة اعوام واخته عدن .. وهمس:
-انا بخير يا ريس، لا تقلق لكن هناك موضوع هام اود ان احدثك به وامل ان لا ترفض طلبي يا بني.
اومأ ريس برأسه بتوجس مفكرا عمَّ يريد جده الحديث به.. فبدأ ايمن بالحديث قائلا:
اسمعني جيدا يا بني،وسأدخل فورا في صلب الموضوع، ولا اريدك ان تعارض فهذه امنيتي الاخيرة! اريدك ان تتزوج ابنة عمك ادم لين! ولا ترفض وحقق لي هذا الطلب..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن