البارت الثاني والثلاثون

47.1K 1.5K 977
                                    

بين غبار الأحلام استوطنت..
وابيت ان اتركه لأسافر الى واقعٍ بائسٍ..
بين جذور الأشجار لبثت..
واحببت ان اكون سندًا وعونًا في الخفاء..
بين طيات قلبك علنًا هلكت..
وندمت على اختياره مأوًا مُنجِدًا لي..
لا تلمني ان انفعلت فأنت سبب هيجاني..
ولا تقسو علي اذ قررت البكاء على وسادة الخذلان..
فأنت طعنت.. جرحت.. والمت..
لذا يا حبيبي سلبت منك تأشيرة العتاب..
واعلنت عن بداية عصياني وانتفاضاتي..

------------------
دموعها تتدحرج مدرار على صفحتي وجنتيها.. وتخدشهن بمخالب ضارسة.. لا تزال قامعة بين تلابيب الضياع والخوف.. حواسها الخمس تشنجت لتُثبت يدها حول بطنها، مستمدة من جنينها القوة التي لم تسعفها بعد..
رفعت حدقتيها لوهلة لتتأمل النجوم البعيدة عنها عبر النافذة.. لم تطئ قدميها الأرض.. متوسدة مقعدها وتتطلع امامها بِخور ووهن..
الليل حالك سواده ليدِّسُها في طياته.. تنتظر بإنكسار عودته.. بقلب محروق.. بروح تنازع الموت..
يا الله!! بعده يثلبها في بئر ناءٍ لتفرغ شحنات مقاومتها عبثا للنجاة..
اين هو؟! ما الذي يفعله اميرها؟! هل هو بخير؟!
احتدت هذه الأسئلة في ثنايا عقلها لتصيبها بصداع مؤلم ليس له مُسكِّن.. ويلاه حبيبها!! ويلاه من ظلم!!

شعرت بيد ناعمة تُحط على كتفها لتتنهد بتعب قبل ان تستدير لتقابلها العينان العسلية التي تُذكِّرها بمقلتي عشقها فهمست بإبتسامة حزينة، واضعة يدها الرقيقة على خد سيلين:
- حبيبتي سيلين..

- لا تبكي خالتي لين.. عيناكِ الجميلة لا يجب ان تذرف الدموع.
غمغمت سيلين ببراءة جعلت لين تسحبها الى حضنها وتدمدم بنبرة باكية مزقت نياط القلوب التي تتابع هذا المشهد بحزن:
- يا حبيبة خالتك لين انتِ.. يا حبيبتها..

- ها قد وصلوا.
غمغمت عدن بلهفة لتنهض لين بصعوبة، متسائلة بسرعة:
- هل ريس معهم؟!

- لا اعلم.. سيدخلوا الان وسنعرف.

وما ان فُتح الباب وبدأوا في الولوج.. وما ان لمحت طيفه هبت راكضة نحوه رغم كل وهنها لتدثر نفسها بصدره.. تعلقت به كالأطفال، هامسة بفرحة سادية، غير مُصدقة:
- انتَ هنا.. معي.. يا الله!! لا اصدق!!

- معك يا روحي.. معك الى اخر نفس في عمري.
رد عليها بنبرة ضنكة، متنسمًا أريجها السنسبيلي الذي يجتذب وجدانه منه لتبتعد عنه قليلا وتتمعن به.. ثم سرعان ما شهقت بفزع وهتفت ببكاء مذعور:
- يا الهي!! ما الذي فعلوه لك؟! حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل.

- انا بخير لين.. تعالي لنقعد.
غمغم بهدوء لتهدر بحدة:
- لا مستحيل.. عليك الذهاب الى المشفى.. ربي ينتقم منهم لم يبقى مكان في جسدك سليم.

- لن اذهب الى مكان غير منزلنا لين.
اجابها بجدية لتزمجر بعصبية:
- لن اسمعك.. ستسمع كلمتي حالا وستنفذها.

- لين محقة اخي.. انظر الى نفسك.
اردفت عدن بحزن، دانية منه ليتنهد بنفاذ الصبر ويهتف:
- لين وعدن انا لست صغيرا.. لن اذهب.. لست انا من يدخل المشفى بسبب مجد ورجاله.. كرامتي اكبر من ان تسمح لي بذلك.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن