البارت التاسع عشر

61.5K 1.7K 450
                                    

اسعى للهروب من حطام الحب،
دون فائدة..
اينما اذهب يتبعني،
ويتطنب بلا رحمة في نسماتي..
كيف للمتيم بالعشق الهروب؟!
كيف ودونه يموت، فاقدا للروح؟!
وكيف يبقى يرافقه، وقربه يؤلمه؟!
محتارٌ انا بين نارين..
احدهما اشقى واقسى من الأخر..
وفي كلتا الحالاتين سأحترق..
لكنني سأحترق بنار العشق،
اذ كان هذا يكفيكي..
-----------------

سحبها خلفه بخطوات سريعة خارج المشفى وادخلها الى سيارته؛ وفعل هو المثل.. فأرادت سؤاله مرة اخرى لكنه صرخ بها بعنف هادرا:
- اصمتي.. لا تتكلمي.. ليس الان.

انتفضت بخوف من صراخه العنيف.. وكانت ستتكلم لو انها لم تجده يخفض رأسه ويضعه على مقود السيارة؟ هامسا بألم:
- سأخبرك ما به.. سأخبرك يا لين..

رفع رأسه قليلا بعد ان اخذ نفسا طويلا تحت انظارها المذهولة والقلقة في نفس الوقت.. تركته يتكلم براحته.. تركته يراجع نفسه قبل ان يقول ما يوّد.. لم ترد ان تضغط عليه ولم تفعل.. ثم سمعته يعلن عن قباحة وفظاعة ما فعل بهمس موجع:
- انا من اوصل اخي لهذه المرحلة.. انظري يداي الإثنتين هي من فعلت.

شهقت بصدمة لم تستطع اخفاءها وهي تضع كفها الصغير على فمها بجزع.. وتراجعت على مقعدها مستنكرة اعترافه القبيح.. لا تصدق انه من فعل هذا بأخيه.. كيف؟! كيف وهي تراه دائما يضحي لأجل سعادتهم وسلامتهم؟!
اوجعه اكثر اذبهالها وصدمتها.. يدرك انه مخطئ.. يدرك انه قام بشيء لم يكن عليه فعله.. تأنيب ضميره يكاد ينتزع روحه من جسده.. نيران حارة تكوي دمائه دون رحمة.. قلبه يلتوى بؤسا على ما تصل اليه اوضاعه مع الجميع.. لم يعد يستطيع التصرف كما يجب.. يشعر بالضياع.. ضياعا قاسٍ.. وكأنه طفل صغير ولد توّه على هذه الدنيا..
حين سمع سؤالها الذي لم يكن الا بمثابة مضاعفة لإدراك فداحة ما قام به تحشرج قلبه ولعا وكربا.. رباه على ما يعينه! فليكن بعونه الله فقط!
- لماذا؟! لماذا يا ريس؟!

- ستعرفي لوحدك.. اخرجي.
اجابها بجمود لا يعكس ولا يعبر عما كان عليه قبل قليل امامها.. ولا حتى على الحمم البركانية المتقدة بثناياه..
تبعته وهو يخرج من السيارة بثبات.. كان يقودها داخل ممرات المشفى ولكن ذلك لم يكن له اي صلة بالسبيل الذي يقود الى غرفة جواد.. فجأة توقف امام باب غرفة غريبة عليها، ادت الى تصاعد الكثير من الأسئلة في داخلها واوشكت على البوح بها لو انه لم يلتفت لها هامسا بخشونة:
- ستدركي سبب ايذائي لأخي وايصاله الى ما حالَ وصار عليه حاله حين تدخلي الى هذه الغرفة وتري الأسباب وحقيقة خطأه بعيناكِ لين.

حيرة عارمة تتفاقم في عقلها عما يقصد به من لغزه الكلامي الذي لم تفهمه بعد.. وفجأة سمعت صوت انثوي يعلن سماحه للطارق بالدخول.. فإزدردت لعابها بتوجس وخشية وتمسكت بقميص ريس الزيتي ليلتفت لها قبل ان يمسك يدها بخفة حتى يهدئ من روعها، ويبث الطمأنينة في اوصالها.. بينما بيده الاخرى الحُرة فتح الباب ليتقدما معا..
جفلت لين من مظهر الفتاة التي امامها، المتربصة على سرير المشفى، تنظر لها ولزوجها بتعجب وكأنها لم تكن تتوقع زيارته مرة اخرى..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن