البارت الرابع وعشرون

51.7K 1.6K 414
                                    

خليلي.. كيف لعيناي ان لا ترى سواك؟!
كيف لوجداني ان لا يرتعد سوى لهواك؟!
كيف للبي ان لا يسجد سور للؤلؤتي عيناك؟!
جلَّ ما تفعله خفقاتي الهزيلة الإنصهار لرؤياك..
جلّ ما تفعله روحي التقصي عن اثر جرماك..
عشقي لك بات لا يمكنه الهلاك ولا الإدراك..
وها انا اصبحت اهواك.. وها انا اصبحت مهووسة برؤياك..
فيا اثيري انا عاشقة لمُهجاك.. وهيامي ليس لسواك..

-------------------
وصل الى المكان الذي اخبره به المجهول ليترجل من السيارة برفقة اوس منتظرا جود وجواد.. وما هي الا دقائق معدودة حتى تكرما لينتصبا امامه زافران بعنف.. فهتف ريس بجدية:
- انتظرا سيأتي بعد بعض دقائق ذاك الذي اتصل بي.

اومأوا بأعصاب متشنجة، بدماء ثائرة بتضوع.. وبعد انتظار دام وكأنه سنوات اقبلت عليهم سيارة بيضاء ليعتدلوا في وقفتهم ويهيئوا انفاسهم استعدادًا وأهبةً..
اجمَّ ذلك المجهول ورسَى امام العيون المذبهلة التي تحدق به بإتقاد متهبب كعاصفة نارية على وشك الإنبلاج..
وسرعان ما كان اوس يصيح بغضب اسود اعمى:
- انت!!.. قيس!!

دنا منهم بخطوات بطيئة متمهلة، رادفا بجدية يشوبها الندم:
- انا اعرف مكان عدن.

زجر ريس موجزا على اسنانه التي تصطك ببعضها بعصبية تدفقت من جذوره.. يكرهه منذ ان وجده جالسا في المكان الراكنة به زوجته.. يكرهه ولا يطيقه.. والان يشعر بأن ذاك الكره تراكم وتفاقم اكثر:
- اين هي؟ وكيف تعرف مكانها قيس؟

- انا الذي اختطفتها.
غمغم بألم وحسرة ليحتقن وجه جود بصدمة تامة.. اخ التي على وشك الزواج بها هو من خطف ابنة عمه!! هو من تجرأ على اللعب مع عائلته.. الأحمق بالتأكيد لا يدرك فداحة ما فعل والخسارة التي سينالها!! ولم يتيقظ من ذهوله الا عندما وجد اوس يهجم عليه صادحا:
- ايها الخسيس.. هي لا تريدك ومع ذلك قمت بإختطافها.. سأقتلك لا محال.

ابعده جود بصعوبة عن قيس ليتأرجح الأخر بإهتزاز خائر.. بينما ريس وجواد كانا يطالعهما ببرود اثار ريبتهم وتوجسهم..
سكونهم هذا ليس الا عبارة عن زلزال خفيف سيرجرج ويزعزع كل ما هو مُوطَّد ومرسَّخ حتى لو بجدارة وطيدة..

- لماذا؟!
هذه الكلمة المتسائلة الوحيدة التي انسلت من ثغره.. بالكاد يتحكم بيداه التي ترتعش بإنفعال هائج.. سيسمع منه وسيرى ما الذي سيفعله به.. ولكن بالتأكيد لن تكون نهايته عادية ولا عابرة.. سيقضي على روحه وينتشلها من جسده كما انتزع فؤاده ارتياعا على اخته..

استرَط لعابه من العيون الشرسة التي تتطلع اليه.. وهتف بأسف شديد:
- مجد الذي يقربكم هو من امرني.. انا اعمل لديه منذ فترة لأسباب لا استطيع البوح بها.. ودخولي الى الجامعة ومحاولتي الفاشلة بالاقتراب من اختك كانت من تدابيره وتدابير زوجته ترنيم.. طلبوا مني ان اتقرب اليها لأعرف عنكم كل شيء ولكنني لم استطع ابدا ولو حتى الحصول على معلومة ضئيلة.. وذلك بالطبع بسبب رفض اختك الدائم بالإحتكاك بي ولو صدفة.. انا اسف.. اسف للغاية.. هذا كل ما استطيع قوله.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن