البارت الخامس وعشرون

54.1K 1.6K 528
                                    

خطفتي قلبي واشترطي بقرضا لإعادته..
حاولت استراق الإستعطاف منك ولكنك بقسوة الجمتيه..
**
جعلتيني انبش بنكا بنكا علّه يقرضني ثمن شرطك..
اكترصت الأموال والشيكات الى ان بلغت المليارات لأجلك..
**
هلكت وانا اجمع الأموال حتى اعيد خافقي الى مكانه..
وبعد ان جمعت اموال الدنيا كلها بجبروت رفضتيه..
**
فتساءلت عن الأسباب لتهمسي لي بشجاعة: لأنني اعشقك..
وحتى إن احضرت ملذات العالم كله لن ادعك واتركك..

--------------------
كانت واقفة خلف الباب تسترق السمع وتنحدر دموعها الشفافة ببؤس.. اهي حمل ثقيل حتى لا يتمكن اخيها من مساندتها؟! ستخفف من الكهل الثقيل التي تضعه على ظهرهما.. ستزيل عبئها الجلف وتخلصهما منه..
شهقت بقوة حينما فتح الباب وخرجا اخويها هاتفين بصدمة:
- عدن!!

تطلعت اليهما لوهلة ثم همست بجمود بعد ان جففت عيناها من عبراتها المتألمة:
- ريس انا موافقة على الزواج من اوس.. اخبره بردي.

نظرا ريس وجواد لبعضهما بذهول.. فأدركا ان اختهما سمعت المحادثة التي دارت بينهما..
تنهد ريس بتأس وسلو وهتف بحصافة ليتأكد اذ كانت استمعت فعلا الى الجدال الذي اكتنف بينه وبين جواد:
- لماذا؟ لماذا الان وافقتي على الزواج منه؟ الم تكوني معارضة؟

- انا بدأت اشعر بالحب تجاهه.
اجابت بنبرة قريبة للوقاحة لتحتدم الشرارات بمنبت عيناه.. اخته تعترف له بكل وقاحة، متناسية خجلها منه حول هذه المواضيع وتقر بلهجة قريبة للصفاقة بحبها لصديقه.. فصاح بها بصوت غاضب:
- عدن.. التزمي حدودك.. اعرفي بأي طريقة تتحدثي معي.

- عدن هل كنتِ واقفة تتنصتي على كلامنا.
قاطع جواد اخيه بهدوء، سائلا اخته لتقتص مجيبة بسذاجة اتقنتها ببراعة:
- اي كلام؟! انا الان اتيت من غرفتي.

- عدن..
اعاد جواد بشك لتسدل امواجها فوق بحريها وتخفي توترها وحزنها قسرا.. ماذا تخبره؟! اإنها حملا ثقيلا عليهما؟! اإنها تشعر بنفسها عضوا زائدا لا محل له من اعراب اوساطهم ام ماذا؟ تعرف ضغط ريس وربما هو محق.. ولكنه لم يكن ابدا يشكو منها او من حمل اعانتها.. كانت دوما وقر اهتمامه ودلاله.. كانت صغيرته الوحيدة واهم ما له.. هي تحب اخاها اكثر مما تحب نفسها.. تحبه لانه سندها وملاذها.. تحبه لأنه بمثابة ابيها وامها.. تحبه وتحب كذلك اخيها جواد.. لكن ريس بالنسبة لها استثنائيا مميزا.. ربما لأنه الاكبر.. ربما لأنه قدوتها وملجأها في الضياع الدائم..
حضنت عيناها عينان ريس في نظرة مكتظة بالشجن والخذل الموجع ثم غمغمت بتؤدة موجمة:
- ريس.. انا اسفة ما كان علي التواقح.. انت ليس لك اي ذنب.. ولكنني لم اكذب حين قلت انني موافقة على اوس فأنا اكتشفت منذ فترة انه رجل بكل معنى الكلمة وكيفما اريد فلذلك انقل اليه موافقتي.

اراد التكلم ولكن انسحابها السريع من امامه كما لو انها تهرب من البقاء معهما.. كما لو انها تهرب من قدر حقيقي واجهته.. بل وكأنها تهرب منه هو لشخصه.. وهذا الشيء ابرح فؤاده الما.. بالتأكيد هي سمعت ما هتف به وحللته كما اتضح من كلامه ولكن في مضموره كان اختلاف سحيق كإختلاف الشمس والقمر بألوانهما ومواعيد ظهورهما.. هي اخته وهو ملزم بحمايتها.. هي طفلته الصغيرة التي لم يتذمر يوما من عنايتها.. هي اغلى ماسة لديه.. هي وزوجته بكل تأكيد..
تنهد بوصب وثقل قبل يهمس لجواد:
- اظن انها سمعت محادثتنا اللعينة.. لم اكن اقصد ما فهمته تبًا.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن