الفصل الثاني

532 18 0
                                    

مريم فتاة من القسم الادبي ... هادئة الي اقصي درجة
احببتها منذ اللحظة التي رأيتها فيها
لا تسألني لماذا
ربما لأنها ذكية ، جميلة ، متواضعة
كلما نظرت الي عينيها كان بامكاني أن أري حزنا عميقا وراءهما حتي عندما تضحك
كلما نظرت اليها احسست اننا متشابهان
-الآن لنعد الي ارض الواقع-
ضع نفسك مكاني
مراهق يتيم منعزل غريب الأطوار وقع في حب فتاة منعزلة هي الأخرى في فصل دراسي مختلف
ما هي فرص ان يحصل بيننا اي صورة من التواصل
(ضع في حسبانك وجود مئة و خمسين طالبا آخر )
لذا كان علي ان اعيش مع فكرة انه لا فرصة لدي
مر الوقت ... و اقتربت الامتحانات النهائية
الي درجة تجبر الجميع علي البقاء في منازلهم و المذاكرة بلا توقف الا ربما لحضور تلك المراجعات النهائية المبالغ في سعرها
تلك الحصص شيئ مرعب بالنسبة لي ... اعني فكرة وجودي ضمن تجمع بشري يتخطي المئة طالب و احيانا المئتين
و ما يزيد الطين بلة هو وجود مريم
لن اقول ان الامر صدفة ...ربما اكون قد تعمدت حضور هذا الميعاد لا لشيئ الا لكي اراها
لست اول شخص يفعل هذا
كنت مبكرا بنصف ساعة
دفعت ثمن الحجز الذي قمت به و جلست اقرا رواية امرر بها الوقت
أتت "ابتسام" ... فتاة اجتماعية بشكل مبالغ فيه
نادتني الفتاة العاملة بالمكان لتخبرني أن الميعاد قد تأجل للغد و تعيد الي ثمن الحجز
استدرت لكي أغادر لكي اجد ابتسام تقف امامي
-"مراد ... ممكن اكلم مريم اقولها ان الدرس إتلغي موبايلي فصل"
لو كانت ذكرت اي اسم آخر ... اي اسم
لما كنت وافقت و لتحججت ان هاتفي لا يدعم اتصال الأغبياء
و لكنني وافقت و أعطيتها الهاتف
كانت تحفظ الرقم عن ظهر قلب
لم تطل في المكالمة ... أعطنتي الهاتف و خرجت
انتظرت قليلا حتي تأكدت انها قد رحلت تماما ... لم اكن متعجلا
جزء لان هذا هو آخر درس علي أن أحضر اليوم ... من اصل ثلاثة
و الجزء الآخر انني اعرف انه لا احد ليؤنبني علي تأخري
لا اعرف ... ربما انا كئيب الي حد يمنعني من الاستمتاع بالحياة ؟ ربما
و لكن ما هي الحياة اصلا ؟
و لاول مرة منذ ثلاثة اسابيع ... اتصل بي رقم لا علاقة له بي
بقدر حماسي بقدر ما كنت خائفا .... فالرقم كان خاصا بمريم
رددت باسرع ما امكن
-"ابتسام اسمعيني كويس ... في اتنين ماشيين ورايا شكلهم مش تمام "
-" انا مش ابتسام انا ...."
-"مش مهم انت مين بس حاول تساعدني ... انا عند ميدان فودافون انا كلمت النجدة بس مش ضامنة انهم يلحقوا يوصلوا "
-"خليكي ماشية علطول ... حاولي توصلي لمركز النجدة و هناك خليهم يتصرفوا"
قد تظن انك تتصرف جيدا تحت الضغط
و لكن حاول ان تفعل ذلك و حياة شخص تحبه علي المحك
لم اكن سأسمح ان يمسها اي مكروه ... كان المكان قريبا نسبيا
كنت علي الجهة الأخرى من الشارع
كان بمقدوري رؤيتها ... و قبل ان اخطو خطوة واحدة امسك بها الاثنان و سحباها بعيدا عن أضواء الشارع تفجرت في داخلي طاقة رهيبة
و وجدتني اركض تجاههم علي الرغم من عرجتي
سمعاني و لهذا قام احدهما بترك مريم و الالتفات الي
و بكل ما املك من قوة وجهت لكمة الي فكه و لكنها اصابت الفراغ ... و بعدها وجدتني ملقي علي الارض
وقفت مجددا و حاولت لكم وجهه مجددا و لكنه رد هذه المرة بخطافية نحو بطني
لحسن الحظ كان التشتيت كافيا لتمكين مريم من ركل الرجل الآخر و تحرير نفسها و هنا لم يكن أمامهما فرصة لامساكها بحكم كونها بطلة في الجري
كان تركيزي الآن هو ابقاءهما منشغلين بي قدر الامكان حتي وصول الشرطة
امسك احدهما بي ليقوم الآخر بتوجيه ثلاث لكمات الي وجهي
و في الرابعة انحنيت لتصيب وجه زميله الذي سقط علي الأرض
استغللت الفرصة و التقطت هراوة من علي الارض
ضربت الأول علي ظهره فسقط و قام الآخر بنزع سلاحي و استخدمه ضدي
سقطت علي الأرض و آخر ما أتذكره هو السارينة الخاصة بالشرطة
لم اتذكر بعدها شيئا سوي استيقاظي علي سرير بمستشفى دار الفؤاد بحكم كونها الأقرب

ابقي معي Stay With Me  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن