-"انا امزح فحسب ، انت لم تكن الشخص المعني هنا و هي حقا تحبك من كانت تعنيه هو زميلها الذي تعمل معه علي مشروع الكلية"
ارتحت ، و أحسست بتأنيب ضمير مضاعف بعد سماع هذا الخبر
-"أرأيت كيف يمكن لبرنامج التحكم بالبشر؟"
صدمتني فاجعة كونه محقا ، كيف أمكن لهذا الشيئ التلاعب بي ؟
-"ماذا تريد مني؟"
-" أنا لا أريد منك شيئا بل أنت من تريد مني أشياء"
تذكرت رغبتي في القضاء علي هذه الشركات الصخمة التي تسيطر علينا
المذنبون ليسوا مواقع التواصل الاجتماعي بحد ذاتها ، فوجودها مفيد في بعض الأحيان
رأيت العدو الأكبر : الواحد في المئة من الواحد في المئة من الأغنياء ، الذين يحكمون المجتمعات دون إذن و يتحكمون في كل ما نستخدمه
و يستمدون قوتهم الكبري من الإعلام
مئات القنوات الي تقوم بعملية غسيل مخ لفرض آراء معينة
أو مجموعة من الفنون الهابطة التي تبقي أدمغتنا مشغولة عن قضايا أهم بكثير
هل سمعت مؤخرا عن وجود عصابات عالمية تهتم بخطف الأطفال و استخدامهم في أغراض مختلفة ؟
و لكن بالطبع شاهدت الفيلم الجديد للممثل الشهير و الممثلة الشهيرة
ليست الفكرة في أن أدمر وجود هؤلاء الأشخاص فهم سيظهرون مجددا و مجددا
و لكن ما الفائدة في أن أخبر الناس بمدي بشاعة بعض البشر في هذا العالم
هم يعودون لأفكارهم العقيمة و فنونهم الهابطة مجددا
كان الأمر مستحيلا حتي مع وجود المراقب
تذكرت كلماته الأخيرة
-"لم تريد أن تصلح العالم و أنت من يحتاج للإصلاح؟"
كان محقا ، ما الفائدة من حمل العالم علي كتفي؟
لقد كنت أواجه مصاعب الحياة وحدي منذ ان مات والدي ، لم أمتلك أي أصدقاء
-هل تذكر ما قلت عن النهاية السعيدة ؟ لا زلت محقا-
ذهبت للكلية في اليوم التالي ، اعتذرت لمريم عن كوني منشغلا في الفترة الأخيرة و دعوتها لفنجان من القهوة لنتحدث قليلا عن حياتينا
بادرتها بعد ان أحضرت الفنجانين
-"ايه أخبارك ؟ "
-"مفيش ، مشغولة عالآخر بمشروعي بتاع
السنادي،و انت؟"
-"مشغول عشان الإمتحانات ، بس كده"
ارتشفت بعض القهوة ثم أكملت
-"مشروعك عبارة عن إيه ؟ "
-"أنا مخلياه مفاجأة ، و هيعجبك أوي"
-"مريم"
-"ايه؟"
-"أنا بحبك ، من ساعت ما شفتك يوم النتيجة"
أضاء وجهها بأجمل ابتسامة رأيتها في حياتي
ابتسامة تفوق في جمالها نجوم السماء في ليلة مظلمة أمام البحر
-"و أنا كمان"
صمتنا لثانية نتأمل في وجوه بعضنا ، ثم قالت في هدوء
-"ها ، و بعدين؟"
-"مش عارف ، متصورتش إني هاوصل للمرحلة دي أساسا"
غمرتنا موجة من الضحك الصامت تبعتها مريم بتنهيدة راحة ثم قالت
-"بجد بقي ، لو بتحبني بجد لازم تجيب أهلك و تطلبني يوم التخرج"
أحست بخطأ ذريع في الجملة فأكملت
-"أهلك قصدي عمتك يعني و كده"
-"يوم التخرج؟"
أومأت برأسها مؤكدة و قالت -" يوم التخرج"
توقفت عن الكلام لبرهة من الزمن ، كان عقلي غير مستوعب لحقيقة ما قد حدث للتو
كان هناك هاتف في داخلي يهمس في صمت
-"ايه ده بجد ؟ دي مقالتش لا ، هار ابيض"
****
النهاية السعيدة ، أخيرا قد أتت
لم أكن أتصور ان تأتي ..... و لكنها أتت
كان تركيزي مضاعفا في كل شيئ ، كلما وجدت نفسي غير قادر علي القيام بشيئ تذكرت مدي سعادتي عندما أكون معها .
أحببتها منذ رأيتها أحببت كل ما يتعلق بها
الطريقة التي يرتفع حاجباها عندما تبتسم ، أحببت الطريقة التي تلمع عيناها عندما تتذوق الرشفة الأولي في قهوتها
أحببت حقيقة أنها سعت وراء حلمها دون الاكتراث بأي صعوبات
مر العامان التاليان بسرعة للغاية ، كنت قد أنهيت امتحاناتي منذ فترة
و جاء يوم متحف مشاريع التخرج
كانت لوحة مريم كبيرة نسبيا مقارنة بباقي المشاريع
كانت اللوحة مقسمة لجزئين
لا أستطيع وصفها بكلمات لأنه مهما استفضت في الكلام لم أكن لأوفي هذه اللوحة حقها من المدح
كان هناك لجنة من أساتذة الكلية تتفقد مشروع مريم لتقييمه لذا وقفت بعيدا منتظرا حتي رحلوا
وقفت أمامها ، كانت تبدو أجمل عن قرب -اللوحة-.
-"اللي مخلي الهبل اللي اسمه الفن التجريدي ده بيتباع بملايين هو إن اللوح اللي زي دي متتقدرش بالفلوس"
ظهرت حمرة خفيفة علي وجنتيها
-يا إلهي كم كانت تبدو جميلة-
قالت في صوت خفيض
-"شكرا" صمتت قليلا و هي تنظر نحو قدميها ثم قالت
-" لسه عند وعدك؟"
أشحت نظري عنها و ابتسمت
-"ايوه ، الساعة خمسة.
متنسيش"
سرت مبتعدا و سمعتها تهمس
-"مش هأنسي"
------------------
Author's note:
شكرا جدا علي الreads
لو عجبكوا فلو سمحتوا vote و share لصحابكوا عشان يقروها هما كمان
أي تعليقات علي القصة أو أفكار ممكن تبعتوها ، و شكرا علي 100 read
أنت تقرأ
ابقي معي Stay With Me
Horrorلا زالت خيالاتي تطاردني ، هل ما أراه واقع؟ أم أنه أنت؟ وجهك يظهر في مخيلتي كلما رأيت شيئا جميلا كأنما عقلي قد ربط الجمال بك ، سأحبك للأبد #192 horror world wide Enjoy reading