توقف كل شيئ عن الحركة ، لمحت عينا مريم يفتحان و هي تنظر في كل اتجاه حتي ميزت وجهي
، ابتسمت بوهن محاولة أن تبدو بخير
ارتفعت نبضات قلبها إلي حد غير ممكن بشريا
انفجرت الأوعية الدموية في عيناها فصارت تذرف دموعا من الدم و عيناها لا زالتا موجهتان نحوي
لم تعد تستطيع التنفس ، اختنقت عيناها
صرخ الطبيب بكلام لم أفهمه محاولا القيام بصدمات
لمحت شفتاها يتحركان بوهن و هما ينطقان بالشهادتين
ثم تحول كل شيئ للأسود ، انهار العالم من حولي و لم أعد أري شيئا سوي وجهها الخالي من تعابير الحياة
مشيت ببطء إلي داخل الغرفة ، لم يحاول الأطباء منعي من الدخول
لم أملك ما يكفي من الروح لكي أبكي فقط أغلقت عيناها ووقفت هناك لبعض الوقت أراقب وجهها الذي ارتسمت عليه ابتسامة واهنة
لقد رحلت عن الحياة و هي راضية
اصطحبوا جثتها نحو الثلاجات ، طلبت منهم دقيقة وحدي
-"مريم ، أنا ......"
صدمني واقع كونها لن تجيب
بكيت ، لم أستطع منع تلك الدموع الساخنة من أن تسري
حاولت منع نفسي و نجحت .. تعودت علي اخفاء مشاعري منذ أن كنت طفلا
تمت عملية الغسل و التكفين ثم حان موعد دفنها
كنت أنا من يجب أن يضعها في تلك الحفرة المظلمة
تجنشت لثانية و أنا أمسك بها
لم أكن أحس بأطرافي تقريبا
واريناها التراب .... لم نقم بعمل جنازة بناء علي طلب مريم و بدلا من ذلك وضع المال اللازم كصدقة جارية لها
رحل الجميع ، كانت عمة مريم ترافقني للقبر يوميا
اربعة أيام ، اسبوع ، عشرة أيام
ثم توقفت ، لم تتحمل
استمرت إجازتي لفترة ، فقدت قدرتي علي الإبداع
لم إستطع القيام بعمل أي شيئ حتي بعد عودتي للعمل
كنت أقضي فترات كبيرة أحدق في الفراغ متذكرا إياها
استمر الأمر لبضعة أيام حتي بدأت أعود للعمل
استيقظت ذات يوم لأجدها هناك
كانت تقف خارج الغرفة ، ميزت شعرها الكستنائي و زيها الأبيض الذي ترتديه في كل مكان تذهب إليه
تجمدت في مكاني ، كان شعرها يتحرك مع تيار الهواء القادم من المطبخ . من الصعب أن أتخيل سرابا بهذه الدقة
هل ما أراه حقيقة ؟
نهضت من السرير و مسرعا لأفحص المكان و لكن لم أجد شيئا
-"دي ماتت يا مراد ، اللي بتعمله ده مش هيرجعها"
همست لنفسي .
مجددا رأيتها ، كانت تقف في المطبخ
همست أسمها فالتفتت لي و هي تحمل ابتسامة
ابتسمت لها.
مشت باتجاه غرفة المعيشة فتبعتها وقفت أمام الحاسوب مشيرة إليه
فتحت الحاسوب ، لم أكن أعرف ما أبحث عنه
-"vnck"
-"ايه؟"
بقدر ما كان الأمر مرعبا
-لقد بدأ عقلي يعبث بي إلي حد أن أسمع شيئا غير موجود"
أدخلت تلك الكلمات علي الكمبيوتر و وجدت شيئا
شيئ لم أتوقع أن أجده
كان هناك عشرون ملفا بصيغة mp4
فتحت الأول ، كانت مريم تجلس إلي الكمبيوتر و لكن الخلفية غير مألوفة بالنسبة لي و هو ما يعني أن هذا كان قبل زواجنا بفترة
-"أهلا مراد " لوحت مريم بطفولية نحو الشاشة
ثم أكملت ...
-" لو أنت بتتفرج علي ده يبقي السرطان بتاعي خلص عليا .........
————————————————
Author's note
شكرا علي القراية ، و آسف علي الشابتر القصير
معنديش وقت كتير أكتب بس هحأول أنزل أكتر بداية من الشابتر الجاي هتكون الرواية من منظور مريم
أنت تقرأ
ابقي معي Stay With Me
Terrorلا زالت خيالاتي تطاردني ، هل ما أراه واقع؟ أم أنه أنت؟ وجهك يظهر في مخيلتي كلما رأيت شيئا جميلا كأنما عقلي قد ربط الجمال بك ، سأحبك للأبد #192 horror world wide Enjoy reading