---------------
ثلاث ساعات في الباص اللعين ، ولم يغمض لي جفن ، أما جازمن بجانبي قد غطت في نوم عميق. تذكرني هذه الفتاة بأمي إلى حد كبير في ملامحها و تفاصيل وجهها، عيناها السوداوتان، أجفان عيونها الطويلة ، شعرها الاسود المنسدل ، أنفها الرفيع كلها نسخة طبق الأصل منها...
وصلنا إلى مراكش، كانت الساعة تناهز الرابعة صباحا حين نزلنا من الحافلة ، أمامنا مجموعة من الشباب المثليين يرتدون فساتين و كعوبا عالية مع مساحيق التجميل (يلقبهم المغاربة بالزوامل و هو لقب حاد يحمل كما هائلا من الإهانة و الاحتقار بين طياته لإيذائهم وعن قصد) .
اتجهت صوبهم ، حاولت جازمن منعي لكني دفعتها بعيدا ثم دنوت منهم.
"صباح الخير الزين" قلتها بوجه بشوش متصنعة ابتسامة عريضة.
أجابني أحدهم بلهجة مراكشية مرحبة:
"صباحك نتي الزين و صباحنا والصباح لله اشاوااابيتي (أي ماذا تريدين)؟"
أجبته دون لف و دوران بطريقة مباشرة و صريحة :
"أعلم أنك تعلم مكان كاترينا الباطرونا (لقبها الذي اشتهرت به) أوصلني إليها وأعدك أني سأجازيك أنت ومن معك!"
تفاجأ من عفوتي وطريقتي في الكلام لكنه استشعر جديتي فقادني أنا و أختي لمحل سكنها.كانت تمتلك أكبر فيلا في شارع النوار، بل في مراكش بأسرها ؛ كانت تنعم بحياة زهيدة بينما أمي أفنت عمرها شقاء و إرهاق...
(فيلا كاترينا)
صواني الحلوى، الضحكات النسائية،صوت الأساور، الحكايات، سعال الرجال المفتعل، عطورهم الذكورية القوية ،صراخ العاهرات ... كلها امتزجت لتستقبلني في باب القصر الكبير.
كانت خاالتي (بزنازة) تبيع المخدرات و الخمر و الحشيش بكل أنواعه، و كانت أيضا تمتلك أكبر بورديل (دار الدعارة) بمراكش كلها.
لم تحب أمي طبيعة عملها قط فقد كان محفوفا بالمخاطر من كل الجوانب لذلك تجنبت ذكرها و لم تذكرها لي إلا مرة واحدة بعد إلحاحي الكبير.جازمن في الجهة الأخرى لم تكن على دراية بعمل الخالة، بل كانت سعيدة لملاقاة فرد من العائلة يقبل بإيوائنا تحت سقف بيته فارتسمت على وجهها ابتسامة ساذجة عريضة.
أنت تقرأ
ريعان الشباب •قيد التعديل•●
Teen Fictionأن يداعب شفتي بحثا عن الرحيق حلو المداق فأشد على كتفه و بقوة من شدة الإثارة، ثم يسرع من وثيرة المنافسة حتى لا أعلم من بعد أهي منافسة حرب أم حرب من الحروب الطائفية، ألا أخجل من استعراض جسدي الممشوق تحت ضوء حبنا أمامك لأني سأكون لك أنت وحدك تحت سنة إل...