الجزء 6

9.3K 67 2
                                    


الشابتر السادس

اسيقظت في الغد، مع صعوبة في المشي، و من المحتمل أن تصبح عاهة مستديمة، فذاك العاهر لا يعلم أن الله قد خلق للجنس مكانا محددا، إن لم تحترمه فتحمل العواقب، ومرة أخرى أنا من وجب عليه تحمل هذه العواقب....

دخلت مكتب خالتي، كانت مسرورة جدا بالأرباح الهائلة التي حققتها في فترة إقامتي القصيرة هنا بمراكش، لكني لم أبادلها نفس الشعور، كنت أثير اشمئزازي، ففي أعيني و أعين مجتمعي الحبيب  لست سوى عاهرة وضيعة لا قيمة لها ولا مكانة ...

ارتميت أمامها، توسلتها أن تمدني بمعلومات عن أبي، لم تخبرني بشيء حينها، بل ظلت صامتة لوهلة ثم قالت،
"أبوك كان أكبر تاجر مخدرات في أفريقيا كما أنه كان يبيع اأجود لأسلحة النارية من العيار الثقيل، كان الأفضل في ذاك الميدان، لم أسمع عنه بعد أن هجرته أمك، فأنجيلينا بمبادئها العالية و أخلاقها كانت معارضة و رافضة لعمله الذي كان شنيء و بعيدا عن الدين في نظرها، ففرت بعد ولادة أختك جازمن مباشرة أما هو فقد كاد أن يجن جنونه فالحب الذي أكناه لبعضهما البعض كان جنونيا لكنه لم يحل دون ترك أمك آنجيلينا لأبيك توفيق...."

كان اسم أبي توفيق و اسم الرجل من أكادير توفيق أيضا، يالها من مصادفة! قلتها متفاجئة في قرارة نفسي لكني وجب علي أن أعرف حينها أنها ليست سوى مؤامرة أخرى دبرها لي القدر.....

"أهذا كل ما تعرفين عنه؟" سألت الخالة من جديد
فأجابت بدورها أنه كان مستقرا بطنجة حينها، ومن هناك بدأت مهمة بحثي....

(مدينة طنجة)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(مدينة طنجة)

رافقني ميمون، كان لطيفا معي و رفيقا بي مذ لقائنا الأول و كان الصدر الحنون الذي أمطرني بعطفه في غياب صدر أمي....

أخبرت جازمن يومها أني ذاهبة لزيارة بعض أقاربنا ألحت على مرافقتي لكني رفضت بحكم طول المسافة....

ما إن وصلنا حتى شرعت في مهمتي، من حي لحي، من بورديل لبورديل، من ملهى لملهى إلى أن توصلنا أنه قد انتقل لمدينة أكادير مذ سنتين.

أكادير؟ و توفيق هو الآخر يقطن في آكادير. عندها بدأت تتضح خيوط لعبة القدر لكني فسرتها من جديد بمصادفة أخرى كاتمة هذا الصراع الدامي في قرارة نفسي....

--------------
End

ريعان الشباب •قيد التعديل•●حيث تعيش القصص. اكتشف الآن