4 ؛ لا تتركني

726 159 191
                                    

.

رفع القبعه تماماً فوق النهر و اكمل : ماذا إذا ؟؟ كنت سأشرب العصير و أستمتع ببرودتهِ و طعمه ثم أموت ! يالها من نهايةٍ جميلة ؛ مات مستمتعاً بآخر لحظاته ، ما شأنكِ أنتِ بهذا ".

ألقى بها بشحوب ينظر إليها حتى وصلت للماء و دخلت بسبب الحجارة وهو يتمتم بصوت منخفض : نهايةٌ سعيدة أفضل من عذابٍ طويل ".

دسَ يديه في جيبه و سار بوقار راجعاً لمنزله

6:44 pm

وصل إفيزيو لمنزله و بدل ثيابه بملابس رياضيه ، فتح حقيبة الظهر و وضع فيها قارورتي ماء و منشفة صغيرة ، ضغط على شاشة هاتفه . . فكان ممتلئ البطارية ، وضع السماعات في أذنيه و خرج من منزله . .
" لا مزيد من حديث القبعة ، لا مزيد من الأكشن و الدراما ، لا مزيد من التعب ، سأعيش حياتي كما عشتها دائماً و ابدا ".

سار في طريق المُشاه يهرول بسرعة متوسطة ، يمشي على الجانب الأيسر من الطريق ، لم تكن له وجهه محددة فأكمل مشيه حتى وجد نفسه بالقرب من متجر صغير ، فجأه فُتح باب المتجر و توقف ناظراً إليه ، كانت كارينا هي التي خرجت ، لمحت وجوده فلوحت له ، وضع يديه على تحكم السماعه و اطفئ الموسيقى . .

وصل لها و هي تحمل كيس ورقي به بعض المشتريات ، سأل : ماذا هناك ؟ "

- لا شيء محدد ، فقط ابحث عمَّن يرافقني "

- للمنزل ؟ "

- اجل ".

سارا للمنزل و اثناء طريقهم سألت كارينا : إفيزيو ، أين قبعتك ؟ ".

وضع يده على رأسه و حرك شعره : قبعتي . . . . ؟ لقد أضعتُها ".

توقفت عن المشي : ماذا !! أضعتَها حقاً !! "

- اجل ، لمَ هذا الاهتمام ؟ ".

تقدمت عدة خطوات بسرعه نحوه : ما كان عليك إضاعتها ! لقد بدت قبعة مميزه حقاً !! و كأنها من حقبة زمنيه قديمه ! "

- حسناً . . لقد أضعتها و إنتهى الأمر ".

اكملت مشيها بإنزعاج : كنت أعلم أنك لا تستحقها ".

تبعها وفي صوته شيءٌ من السخريه : أمازلتِ تبحثين عن مرافق ؟ "

- كلا !!! ، افضل المشي وحدي ! ".

لوح بيده : آراكِ لاحقاً ".

في 10:44 مساءا

معظم أضواء المنزل مغلقة ، شمعة صغيرة أمام دفتر مذكراته ، هدوء لا صوت سوى احتكاك رأس القلم بالأوراق ، يكتب فيها عن اليومين الأخيرين و كيف كانت ، يحكي عن مشاعره و إضطرابه بوجود القبعة و مالذي حصل معه في ذلك الوقت ، و أخيرا .. سعادته للتخلص منها ، اغلق المذكرة و وضعها جانباً ، اطفئ الشمعة بإصبعه ثم توجهه لسريره و نام

|| القبعة مارغريت ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن