2 ؛ سيدة القبعات

810 189 191
                                    

'

ذهب إفيزيو للمطعم

اخذ نفساً طويلا ليُريحَ نفسهُ ثم اتى النادل و طلب مشروب بارد و انصرف النادل بعد ذلك ، و الذي بات الغضب يتضح قليلا في ملامحه

ومن العدم سَمِعَ صوتاً يقول
" لا تستلم طلبك "

رفع عينيه ببطء التي تكاد تخرج من مكانها ، كان الصوت صادر من فوق الطاولة ، آتي من القبعة ، سأل بسرعة و رعشة : لماذا !! "

لا صوت يصدر من اللاشيء ، هو فقط يعلم أنه من المستحيل أن تتحدث قبعة ، يصارع الجنون ليبقى في وعيه و يعاتب نفسه بلا سبب
: " انا مجنون ! ما هذا الهراء !! كيف لي أن أصدق أنَ قبعة تتحدث !! كلا ! . . . ، هي تتحدث فعلاً أنا إنسان طبيعي . . مهلاً هل أنا أسمع صوت قبعة ؟! كيف ذلك ، هي لا تستطيع التحدث و لا تملك حبال صوتية ، ربما انا أتخيل ؟ لكن .. لما يسبق ما أسمعه الحدث بلحظات ؟! حسناً اهدئ اهدئ . . لا يوجد ما يثير القلق ، ربما هذا حلم .. إنه يبدو واقعياً !! أكاد أصدق أنني في الواقع ، تماما كل شيء مثل ما أعرفه في الحقيقة . . حتى . . . . . "

لفت نظره آنسة في بداية العشرين ترتدي قميص ابيض و فوقه ستره سوداء و بنطال اسود ، و اخيرا تلك العقبة السوداء التي استقرت فوق رأسها جعلت شعرها القصير يبدو بنياً من شدة سواد القبعة زفر بضيق و هو ينظر إليها
: " مهوسة القبعات تلك ، لما . . . لم تقع في المشكلة بدلاً عني ؟ ، يجب على القبعات أن تذهب لسيدة القبعات لا لمن يكرهُ القبعات ، . . . . قبعات ! قبعات ! قبعات !!!! ما بال القبعات ، تباً أشعر بأني لست أنا !! هذا جنوني ، كل ذلك حدث خلال ثلاث ساعات ؟! الساعه تشير إلى 12:23 pm ، ربما أنا أحلم " .

اقترب النادل يحمل كأس العصير ذا اللون الازرق ، وضعه برفق على الطاولة ، حدقت عينا إفيزيو في العصير و هو يوضع على الطاولة ثم رفع عينيه لنادل : أحضر الفاتوره ، اريد دفع المبلغ الآن "

- لكن سيدي ، مطعمنا يحرص على راحة الزبون ، كل ما عليك الان هو التوقيع فقط "

- لا ابداً ، أنا في عجلةٍ من أمري ، قد أذهب بعد شربه مباشرة "

- لك ذلك ".

دفع إفيزيو المال و أمسك بالكأس يتأمله بعمق
" هذا الكأس البارد ، لما لا أستطيع شربه ؟ مالذي يمكن ان يفعله كأس عصير واحد ؟ ... "

ارتفع صوته و كأنه يهمس لشخص قريب : هي . . ! أخبريني لمَ لا أشربه . . هل المشكلة في المطعم كامل ؟ أم فيما طلبت ؟!! "

إلتفت يمين و يسار ، لا أحد في الجوار ثم اكمل : لن يسمعك أحد غيري ، هيا أجيبي "

ولم يكن هناك رد أيضاً ، بدأ يشك في سلامة عقله و صوته يرتفع شيئا فشيئاً : أنتِ يا هذه !! إن كان بإمكانك الحديث فتحدثي حالاً !!!! "

|| القبعة مارغريت ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن