8 ؛ مارغريت

698 119 91
                                    

-

يجلسون في غرفة الضيوف
إفيزيو ، كارينا ، بيرسون

تجلس كارينا و كأنها امام طاولة لأجتماع دولي ، رغم تلون قميصها الأبيض بالأحمر القاتم إلا أنها ما زالت تمتلك مظهراً لسيدة أعمال ، في حين كان إفيزيو مسترخياً و إحدى قدميه فوق الأخرى ، ببدلته الرسمية التي لم تُتاح له فرصة تبديلها عند رجوعه من العمل ، و في المقابل يجلس بيرسون صاحب المنزل و القبعة بشكل طبيعي

زفر إفيزيو بشيء من العبوس و الإرهاق : ءأنت متأكد أنك لم تسمعها تتحدث من قبل ؟ "

- أجل متأكد ، لقد امتلكتها منذ زمن بعيد و لم أرى ما يثير الشكوك حولها ".

نظر إفيزيو إلى كارينا و في عينيه حيرة اختلطت بالقلق ، يفكر في نفسه ثم ضحك ضحكة خافتة كتلك عندما سأل القبعة لأول مرة إن كانت هي المتحدثة ، رفع و بأبتسامة : مرحبا بك في عالم القبعة المجنون "

انحنى للأمام و أمسك رأسه بكلتا يديه ، هالة من اليأس و الإحباط ، تلك الملامح الخالية من آثار الحياة
" ما هذا الجنون . . أعلم . . أجل أعلم أنني مذنب ، لكن ! لا أريد هذا ، ليس هكذا ، أنا . . أنا بت أكره ضعفي ، من المفترض أني ميت من عصير النادل ، لا أستحق البقاء حياً منذ ذلك اليوم ، هي التي كانت تستحق "

تعرف جيداً نوبة الحزن تلك ، تستطيع أن تدرك مدى عمقها لكن ليس العمق الحقيقي ، نهضت لتقترب منه ، انحنت أمامه بشيء يسير ، و انزلت يده بكلتا يديها ، صوت رءوف : إفيزيو . . ما بك ؟ ".

ما زالت عينيه مصوبه نحو قدميه و أجاب كما جرت العادة في إجابته : أنا بخير ".

يجلس بيرسون بهدوء و ينظر إليهم
" هل لهذا علاقة بما كتبته مارغريت ! . . كلا . . يجب علي الإلتزام بالصمت و ألا أخبر أحد ".

رفع إفيزيو رأسه لكارينا : أخبرتك . . أنا بخير "

- هذا جيد "

تحدث و قد رجعت نبرة صوته للطبيعية : أنا جائع ، لم أتناول الغداء حتى الآن ".

فكرت قليلاً ثم اردفت : و أنا أيضا "

إلتفت إفيزيو للقبعة : هي أنتِ ، أنا ذاهب للخارج "

نظرت كارينا لنفس الجهه حيث القبعة : هل ستجيب ؟ "

- إن كان هناك خطر . . ستكون الإجابة نعم ، و إن لم يكن هنالك شيء لنخافه فستبقى صامته "

لم تجب ، كأي قبعة على هذه الأرض ، و ظل بيرسون ينظر إليهما بحيرة تزداد كل ثانية ، و تترابط الأفكار في عقله و يحاول أن يدرك ما علاقة ما كتبته مارغريت ، في هذان الشابين و القبعة
بقي يتساءل حتى قاطع شروده صوت إفيزيو : " نحن سنذهب الآن ، و سنرجع لاحقاً حتى نرى ما سيأول به الحال مع القبعة "

اومأ بيرسون بالإيجاب و انصرفا .

قبل الخروج من باب المنزل توقفت كارينا : هي إفيزيو . . أعطني معطفك "

|| القبعة مارغريت ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن