5 ؛ من هي كارينا

622 139 122
                                    

-

النوافذ محطمه و الستائر ملقاه على الأرض ، من شكل المنزل الخارجي عرفَ كمية الحطام في الداخل ، ركض بسرعه و فتح باب منزله ، لا يوجد لديه تفسير لمَ يرى و من بين الحطام . . فُتح باب من الغرف في الداخل و خرجت كارينا منها

لا تقول عينا إفيزيو شيء آخر سوى الاحباط و خيبته الكبيره
تقف بصمت مطبق ليست كعادتها في الاناقه ، دم ينزل من رأسها راسماً خطا من الجبين حتى الرقبه

فتح ثغره لينطق ، تلاشت أحرف الكلمات ليكتشف أن ما من شيء يمكنه قوله فأغلق ثغره بصمت

تقف في مكانها ساكنه ، و في هيئتها الخارجيه آثار ملحمة حدثت قبل فتره وجيزة ، شعرها الذي كان يظهر شكلاً حريرياً طول الوقت اصبح مليئ بالغبار ، وجهها الصافي تَلوَّن بالكدمات و الخدوش ، ثيابها البيضاء عادةً قد شُربت ببعضِ حُمرةِ الدماء ، تقف ساكنه و بملامح ساكنه ، تبدلت قليلاً . . . في وقفتها و في ملامحها ، اتسعت عينيها و كأنها للتو إستوعبت وجود إفيزيو .

سارت بخطوات قويه حازمه متوجهةً له ، عيناها محمره و دامعه ، يُظهِر وجهها سِمات الغضب أكثر من أي شيءٍ سواه ، و عندما وصلت إليه . . .
صفَعتهُ بكل قوتها .

هل يبدأُ الشجار ، ام يسألُها ما خطبها ، او يلتفت لحال منزله ،
عَجِز العقل أن يعرف ما عليه فعله ، فتركهُ واقفاً لا تصدر منه أي حركة

لم تكن الصفعةُ بالهينه ، يشعر بلسعات و تآكل في خده ، صوت ضِحك تلبسهُ البكاء ، تاره يُقال عنهُ ضحكاً و تاره يُسمى بكاء ، إلتفت إفيزيو ببطء نحو مُصدرة هذا الصوت أمامه

كانت تنظر لراحة يدها ، تتحدث مع نفسها بصوت مسموعٍ و واضح ، لم يستطع أن يجزم هل كانت تضحك أم تبكي : لقد صفعتُه ! أجل . . إنه حقيقي ، إستطعت الإحساس به "

تلاشى صوتها الضاحك و تبدلت ملامحها للخوف ، نظرت لإفيزيو و سحبت ذراعه : إفيزيو !! هل أنت بخير ؟ هل أصبت بأذى ؟ "

تتفحصه بعينيها و القلق بادٍ على سِمات وجهها ، أغمض إفيزيو عينيه بعجز و راودته نفسه
" إن كان هناك من سيُجَن ؟! فيجب أن يكون أنا ، وحدي هنا من لديه الحق في الجنون ، لا أحد غيري يسمح لهُ بذلك "

مازال صوت كارينا يُحدثه ، ليس في كامل وعيه ، يتساءل فقط ، لمَ هو وحده من بين هذا الحي ؟ من بين زملاءه في العمل . . من بين سكان مدينته

توقفت كارينا عن التحدث ، ثم نطقت بنبره قد غلفها الحزن : إفيزيو ؟ هل تسمعني . . لمَ لا ترد علي ؟ "

فتح عينيه ببطء ، أخذ نفساً طويلا ثم إلتفت إليها : مالذي حدث لمنزلي ؟ "

أنزلت نظرها للأسفل ، تحدثت بصوت يكسوه الأسى : اليوم في الساعة الثامنة و الربع ، كنت جالسه في منزلي بالقرب من النافذه أقرأ كتاباً ، عندها سمعت ضوضاء غريبه آتية من منزلك ، ذهبت . . . ، لأصدقك القول ، لقد قلقت حيال مصدر الصوت ، لذلك ذهبت و عند دخولي وجدت أربعة رجال يدمرون المنزل ".

|| القبعة مارغريت ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن