الصورة: جيسييومُ السَبتِ ، الثالثِ مِن اكتوبرِ
كندا ، العاصِمة
الساعة الثالِثة صباحا
منذ خمسِ سنوات مضتاعتلي غِناء العصافيرُ المعتادِ الاجواءَ و هي كانت تسمعه في هدوءِ و تحقِد عليهم - يمتلِكون الحرية ليذهبوا اينما أرادوا و هي فقط تجلِس و تشاهدهم أو تسمعهم يغنون في سعادة.
تتمني فقط لو تملِك اجنحتهم لتطير بعيدا عن هنا ، بعيدا عن عالمِها هذا و بعيدا عنهم كلهم و تعيش حياة أفضل لكِن الحياة ليست مصنعٌ لتحقيقِ الاماني.
كانت تنظر الي السماءِ ذاتِ اللونِ الازرقِ الذي كان قاتم ثم أصبح باهِت كلما يتقدم الوقت و تقترب منه الشمس لتنيره و يصبح افتحَ و اجمل.
و النجومُ التي بدأت في التلاشي مع الظلامِ تدريجيا كأنها تحكي لك أنه مع كلِ يوم سيء يوجد النور كما عِندما يأتي سواد الليلِ ، تأتي النجوم لتنيره.
النهار مُشرق و مبهِج لكن ما ينيره يستطيع أن يحرقك فكلما زاد الشيء عن حدهِ - انقلبَ ضدهِ.
امها لم تكن بالمنزلِ ، كانت في مكان ما تشرب حتي تتقئ لسبب لن تعرِفه ابدا و لكِنها لا تهتم ، أما أباها فكان نائما حتي يستيقظ غدا مبكرا و يعِد الفطور - كما يفعل كل صباح - ثم يذهب لعملهِ.
قبل أن ينام ، تأكد من أن يعطيها قبلة علي جبينها و يضعها تحت الغِطاء في سريرها الذي يكفي شخص واحد فقط بحجِمها و يراها تغفل في النومِ ثم يذهب لغرفتِه لينام هو الآخر - كأنه هو و هي فقط و لا احد غيرهم في البيتِ.
ما لا يعرفه الآن هو أنها ليست في سريرها الآن و انما هي مستيقظة و تنظر من نافِذتها إلي النجومِ و تتأملهم و تتمني أن تلمسهم في يوم ما.
***
استيقظت في الصباحِ و شاكِرة من كلِ قلبِها أن اليوم اجازة و أنها ليست مضطرة أن تذهب للمدرسةِ.
فركت عينها اليسري بيدِها الصغيرة بلطِف و هي تنزل علي السلالمِ ، رأت أباها يعِد الفطور ككلِ صباح في المطبخِ و الإبتسامة تعلو شفتاهِ.
كانت أمها تقريبا مخشي عليها في سريرهم في الاعلي لكنها اكسل من تتحقق.
جلست علي الطاولةِ التي في منتصفِ المطبخ و هي تتمتم بصباحِ الخيرِ و يلحظ أباها وجودها ثم يرد عليها.
"صباحُ الخيرِ عزيزتي آمبر ، تريدين الفطورَ؟" سأل أباها بنبرة مرِحة و هو يعِد طبقانِ لهما هما الاثنينِ.
أومأت الطفلة بقوة و اللعاب بالفعلِ يسيل في فمِها.
ضحك هو بِخفة علي طفلتِه البريئة و هو يضع لها بعضَ البيضِ في طبقِها.
أنت تقرأ
الناطِقة .
Hayran Kurguعِندما تقابل فتاة لا تكف عن الحديثِ فتي لم يتحدث منذ كانَ في السادسةِ من عُمرهِ. - قِصصُ الهوَاةِ - اعليَ تصنِيف #51