❀الكوب الثامن❀ :| شَايٌ عَتيِق و افكَارٌ سَودَّاوِية

166 23 15
                                    

صُداع رهيب يعتريني انهُ يتمركز في الجهة اليسرى من راسي، على ضوء صباح يوم الاربعاء استيقظت، و وجدتني انام على الاريكة بالقرب من نافذة المنزل العريضة،

كتفي و ذراعي، ظهري و رقبتي في حالة تشنج جماعي، التمس الطريق الضيق الذي يقود الى حيث هاتفي، بافكار مبهمة عن كم مضي من الوقت الان

اذ كانت يدي تبحث عنهُ في الطاولة كجرو اعمى لم يكتمل نموه، امسى الامس ليلاً طويلاً بالنسبة إلي، واما للجيران، فكان الخلود الى الاقفاص المسمية بالمنازل يتم قُبيل عودتي من العمل، حين اجد الحي معتماً فقيراً من الاضواء.

وبعد ان تركت انفي تشتم رائحة « ازهار الحوذان » المغروسة منذ سنوات في حديقة منزلي، منحتني بعض نشاطها المستمد من نور الشمس،

لونها اصفر هادئ لا يضر العين بل يسر الناظرين، كثوب الآنسة فيفان المخملي، وعلى ذكر فيفيان تذكرت ما جرى منذ يومين من حديث ومواقف، وارتسمت معالم « لورينزو » المتغطرسة امامي،

يَمَّثُل هناك في المرآة، كتمثالٍ يقف ُشامخاً، لتعود تلك الهالة المُشِعة، وهذه الابتسامةُ المُتَرفعة، بدت مرسومةً، منحوتةً، كذكرى مؤرقة لي

أمر بديهي لان الاصفر يدل على الغرور ايضاً

فتعكر مزاجي وتعكر معهُ رمق الصباح الاول، وبخت نفسي محذراً اياها، ان لا تكرر تلك الافكار السوداوية، حتى يتسنى لي الذهاب الى العمل بوجه يستطيع الزبائن تقبُله،

وصلت الى مرآة الحمام اتفقد شكلي المعتاد، شعري البني الدافئ كلحاء الاشجار، وعيناي اللتان تجمع كِلاً من الازرق والرمادي، بشرتي السمراء، و ملامحي التي تنم على الهدوء،

لقد رايت شخصاً يتفوق عليه « لورينزو » في الجمال، مازالت الرؤية السوداوية ترافقني، هذا ما تجلا لي من طريقتي في التفكير، على كُلا تنهدت، تجهزت، و دلفت، وكانت الساعة الثامنة صباحاً،

ميلانو ترسل للسكان نفحاتها الدافئة والمفعمة بروائح الصباح، وانا أرسل تحياتي للجيران و العاملين في المطاعم المجاورة، يسعى الكل لكسب لقمة عيش كريمة، بالعمل في بعض الاحيان بوظائف لايطيقونها،

اهز رأسي أسفاً كلما ما قابلت احدهم مجبراً على العمل، ويزيد بهذا حبي لعملي الذي اخترته برغبة مني، يقول المؤلف الامريكي « ديل كارنيجي »

” لا يمكن تحقيق النجاح الا اذا احببت ما تقوم به “

وانا اعمل جاهداً حباً في المبنى الذي يقع في الزاوية المقابلة لمتجر الازهار الصغير

موسم شاي المساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن