❀الكوب الحادي عشر❀ :| وحيدةٌ تَنمُو زَهَرةُ الجَبَل الحَزِينة

139 22 8
                                    

كانت الغرفة ساكنة تماماً، باستثناء هدير المكيف الشغال باقصى طاقته في الغرفة المجاورة، أشارت عقارب الساعة الى الخامسة

« فيولا » تقترب اكثر فاكثر، و اعينها تحمل الكثير من التفاصيل، رايت ذلك في كل تقاطيع وجهها،

وشيء ما قالته عيناها.. وتلقته عيناي فقط، لم اجد له صيغة لغوية لكتابته، بعضها استطعت تفسيره والبعض ظل لغزاً مكنونا،

ولكن توهجها البنفسجي ولمعانهُ الذي حمل معناً ينهي صدقتنا كان مفزعاً بشكل غريب،

تراجعت كلما كانت تخطو الى الامام، إن دموعها التي تنبثق بحرقة بينما تتقدم، تؤلمني كجرح حديث الصنع، تُمزق داخلي دانيال الذي يُحب « فيولا » كصديقه، و كاخته التي لطالما راعته واهتمت به،

اتأمل الحزن الارجواني حيث تسقط دموعهُ متألمة، واتذكر شجرة السنديان التي كانت خارج منزلنا القديم،

كانت اوراقها تتلألأ تحت شعاع القمر، وادرك من اين ياتي النصل الذي يغرز في قلبي الان، انه من هناك

كنت اخر ما اتمناه ان امزق قلبها وظللت اردد لها هذه الكلمات منذ نعومة اظافرنا " اذا جرحك احدهم فتاكدي انهُ لن ينام هانئاً وانا موجود "

قطعت ذلك العهد تحت الشجرة، عندما رايتها تبكي للمرة الاولى امامي

◦◆◦✿◦◆◦

ارغب في ان اقول شيئاً، لكن الكلمات لا تؤدي وظيفتها المعتادة وانا معها، او ربما يتلاشى المعنى الذي يربطها معاً؟

كم امقت هذه اللحظة التي اتسبب فيها بالاوجاع الى من اتخذ القرب مني خياراً.

استند ظهري على حائط السرير، ودنوت برأسي الى الاسفل كنت اتمنى ان تُمحى تفاصيله، اسمع نبرتها المهتزة والمملوئة بالألم واسمع صوت تشقق زجاج مشاعرها، فقالت لي :

- لقد رايت فيك الحب منذ صغرنا، لقد احببت فيك هدوئك، لطفك، احببت طريقة تفكيرك وتصرفاتك الخرقاء، دانيال المجتهد، دانيال الحنون والعطوف.

امسكت يدي بهدوء ومسحت برفق، كانما تخاف عليها من شدة يديها، كان " فوضى " هو التعبير المناسب لما يجري داخلي،

تبعثر الكثير مني، ضاعت مشاعري، ملامحي، وكلماتي، وصُعب علي ايجاد دانيال الذي يستطيع التحدث بطلاقة، اختفى فجاءة...مات ولم اعثر عليه،

كانت « فيفيان » تقف هناك، في عقلي، الان في مثل هذه الاثناء ولن اكذب واقول بانها لم تَخطُر في بالي حتى عندما كانت تحدثني « فيولا » عن مشاعرها،

موسم شاي المساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن