كان الهدوء يخيم لثوان معدودة، مُدَعِياً الرحيل، وبين كل لحظة صمت و ضجيج، نغمة رقيقة لإصطدام كأس او قرقعة طبق،
حتى تحرك مشغل الاسطوانات ليدير اغنية كلاسيكية آخرى، يبدد بها ايقاع الاصوات الرتيب، كانت من احدى مُفضلاتي في الاونة الاخيرة، « بلوند أون بلوند » لـ بوب ديلان
ويدعى في الحقيقة روبرت ألن زيمرمان، وعرف بــ"بوب" كلقب شُهره، مغني امريكي ملحن وشاعر ايضاً
كانت بلوند احدى اغاني الستينيات التي عندما استمع اليها وانا اعمل، ينتابني ذلك الشعور بالهدوء والسكينة فصوت المغني رائع ومرن
اتمايل مع نغماته، فابدو كفرع تُداعبهُ نسمات خجولة، وادندن وراء كلماته محافظاً على نبرة منخفضة،
اليوم هو الاثنين ويمكنكم القول بانهُ يومي المُفضل بعد الاربعاء، للاثنين وقتُ عملِ متاخر وللاربعاء خروجٌ مبكر،
كان هناك امر اخر يثير اهتمامي في الاشهر الاخيرة، انها السيدة التي تستمر في القدوم كل يوم،
فهي تبقى لساعات طِوال في يومي المفضل، وتعود قبل حلول الليل في اليوم الذي يليه
لم اكن اعرف ماذا تُسَّمى، لذلك ادعوها "بآنسة الشُرفة" حيث انهُ لم تكن لي الجرأة الكافية لسؤالها بعد
لسبب ما اجهله صرت مربوطاً بهذه الآنسة، اجهل الكثير عنها كاي شخص غريب، رغم ذلك هي موجودة دائماً في ذاكرتي، ليست كالبقية يبدون شفافين و اقرب الى النسيان، كأحدٍ يمر امامك في الطريق وتنسى امره بحلول الغد
كانت لها ظلال قوية مثل شخص اعرفهُ لسنوات مضت، كاريزما عالية اعتقد، وتاخذ ذلك الحيذ من الذاكرة كاحد افراد العائلة
وبينما استمع الى الموسيقى وهي تتدفق كانهار صغيرة، انهمكت راحة يداي في مسح الطاولات، وبقيت عيناي تستمر مراقبتها بلمحة من الاعجاب،
وبحكم اني نادل في هذا المقهى المتواضع والمطل على مناظرٍ جميلةٍ وساحرة، بالاحرى يطل على بعض شوارع ميلانو في ايطاليا الهادئة،
يجب علي عدم التحديق مطولاً على الزبائن لكي لا أُفهم بشكلٍ خاطئ،
في العادة كنت اكثر حذراً في ما يخص مجال رؤيتي، اضع الجميع في صندوق واحد ولا يتعدا بضع دقائق او ثواني،
ولكن تجاوزت بعض الحدود اليوم، مهملاً بعض الاعمال، وخارجاً عن اطار صورتي المعتادة
أنت تقرأ
موسم شاي المساء
Romantizmُكنْتُ مَا أزالُ يافعاً مُهتاجاً للإطلاع، ليِناً اتَشكلُ كالصَلصَال، عِندما َتعرفتُ لأول مرةٍ على هوسيِ المُستقبلي، مَنزلُ الاوراقِ والكتبِ وكُلُ ماهو عَتِّيقْ. - رواية مكتملة - 182# في العاطفية 21/4/2018