❀الكوب الخامس❀ :| سُمفونِية الاحَلامَ والعَواَطِف

230 28 16
                                    

عند الظهيرة، والشمس في اوج سطوعها، غطتها جزء من كومات الغيوم بعد حين، فَتحتُ النوافذ والابواب الامامية والخلفية كذلك،

تسلل القليل من النور الى المقهى، واختار « انطونيو » عازف البيانو لدينا، عزف مقطوعة جاز هادئة لـ« إيرول غارنر » بعنوان « لورا »

تترنح اصابعهُ النحيلة بخفة على المفاتيح البيضاء، يبدأ بايقاع هادئ ثم فجأة يسرع،

يتفاعل جسده مع الموسيقى احياناً، اجد شعرهُ المتعرج يرقص مع كل حركة، ويبتسم فتظهر غمازاتهُ على تلك الصفحة المشرقة، تضرب قدمه الارض مع حماس المقطوعة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يتفاعل جسده مع الموسيقى احياناً، اجد شعرهُ المتعرج يرقص مع كل حركة، ويبتسم فتظهر غمازاتهُ على تلك الصفحة المشرقة، تضرب قدمه الارض مع حماس المقطوعة

انهُ قلب المقهى الذي يُحرك تلك الجمادات بسحر تجريدي فاتن، الجدران و الابواب واللوحات المبتسمة، كل شيء يتألق بفضل « انطونيو »

وانا يعجبني ذلك التفاعل، اشعر بانهُ داخل قوقعته الخاصة وعالمه الذي لا يراه احداً سواه، لذلك يكون عزفهُ ممتعاً وملئ بالحيوية بالرغم من شخصيته الهادئة

« انطونيو » قليل الكلام، وشاب في التاسعة عشر من عمره، تقاسميهُ حسنه، ولديه شعرٌ ناعم بندقي حالك،  تستطيع ان تراه يلمع من البعيد، بشرة تميل قليلاً للاسمرار، وملامح هادئة، انضم الينا مؤخراً ولكن سرعان ما نمت صداقة وطيدة بيننا،

هو الاصغر سناً ورغم ذلك كثير الاطلاع، اكمل المدرسة منذ فترة ولم يلتحق بالجامعة، قرر العمل كعازف بيانو بدوام جزئي في المقهى، عانى الكثير بسبب والده المتشدد، ولكنهُ الان يعمل من اجل الاتحاق بمعهد « جوزيبي فيردي »

شاركني ذات مرة عن حبه للموسيقى وكيف نما معهُ ذلك الشعور مع الايام قائلاً:

- دانيال هل تعتقد ان الموسيقى تستطيع تغيير الناس؟

- اعتقد ذلك..فهي تؤثر علي في العادة " اجيب "

ابتسم انطونيو وازح شعرهُ عن جبينه:

- عندما تستمع اليها تجد جوهرك الداخلي يتغير لا شعورياً " قال بصوت ناعم " كما لو ان تلك النوتات لامستهُ وصنعت شيء جديداً في عُمقك،

موسم شاي المساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن