استيقظتُ صباحاً بفمٍ جاف وحلقٍ عطش، على نغمة هاتفي التي تُبشر بورود رسائل جديدة، عانيت حتى تسمح لي مقلي بفتحها، تنكمش كلما لامستها خيوط الضوء
اخذت اصابعي المتيبسة تضغط ازرار الهاتف الخليوي اليابسة ايضاً، كانت رسالة من « غابرييل » يخبرني فيها بموعد التقائنا هذا المساء، كل سنة نجتمع سويةً في ليالي الكريسماس الشتوية، اعتدنا على ذلك منذ مدة
حيث نجتمع سوياً في المقهى، الذي تفوح منه رائحة العيد مزيج من الكحول والتبغ وبودرة الارز، رائحة ليالي السهر الطويل، ويدخل كلناً من انطونيو، غابرييل، و فيولا، بزجاجات من الشراب والاسطوانات وقد لونت برودة الطقس وجناتهم بلون وردي، وينشدون بأعلى صوتهم :
اجراس فضية .. اجراس فضية
قريباً سيكون عيد الميلاد♪♪♪
امعن النظر مجدداً، على شاشة الهاتف الخضراء بأضائتها الضعيفة، و اواجه رسالة اخرى من والدتي تؤنبني فيها على عدم قضاء هذا العيد معهم في « نابولي » حيث منزل عائلتنا الكبير،
حدقتُ في شاشة هاتفي افرك عيني بظهر يدي، محاولاً ايجاد عذرٍ مناسب، وشرد ذهني حين بدأت الكتابة،
انا ادفن نفسي داخل السرير الدافئ، واتمنى فقط ان تكون فيفيان بجانبي في هذا اليوم، كنت اخطط لهُ..انتظرهُ.. بنفاذ صبر، أن أُعرفها على والدتي التي بالتاكيد ستقع في حبها مثلي تماماً
ولكني ارى الان هذا الصبر يتلاشى ويختفي، كذوبان حبات الثلج على يدي
جعلتُ العمل عذراً لي في نهاية الامر، احياناً يكون حبل اعذاري، انشر فيه بعضها او معظمها لست متاكداً من ذلك، بالرغم من أن لدي اجازة لمدة يومان للاحتفال .
◦◆◦✿◦◆◦
مضت نصف ساعة ومازلت اتوسط الفراش، كانت فكرة الخروج من ذلك الدفء شبه مستحيلة، ابدو كسنجاب حقيقي وانا ملتفٌ حول نفسي، لا اتذكر اخر مرة شعرت فيها بمثل هذا البرد،
اشاهد الموقد الذي كادت نيرانهُ ان تموت ببطىء، واهم بالنهوض فقط من اجلها، لاحركها بالعصا قليلاً و اضع المزيد من الأخشاب
إنها تأكل كثيراً، وانا اتأملها بصمت، لقد بدت جميلة مع ذلك الجورب الاحمر الذي يعتلي المدخنة، والاضواء الصغيرة التي تزينها، تلمع بلونها الذهبي الناعم
ومن غير ان ادرك وجدتني اقدم لها يدي حتى تلتهمها ايضاً، ربما تصبح راضية، فكرة غبية نتجة بسبب شعوري بالبرد لفترة
أنت تقرأ
موسم شاي المساء
Romanceُكنْتُ مَا أزالُ يافعاً مُهتاجاً للإطلاع، ليِناً اتَشكلُ كالصَلصَال، عِندما َتعرفتُ لأول مرةٍ على هوسيِ المُستقبلي، مَنزلُ الاوراقِ والكتبِ وكُلُ ماهو عَتِّيقْ. - رواية مكتملة - 182# في العاطفية 21/4/2018