❀الكوب الرابع❀ :| مَسرَح النَّافِذة يَسدلُ سَتائرهُ ليلاً

268 39 65
                                    

الصخب الذي يصنعهُ الصغار عند لعبهم بالجوار، و ضحكاتهم المجلجلة، النسائم التي تقوم بزيارة قصيرة بين كل دقيقة، و روائحها الغامضة

تفاصيل تحدث في الخلفية، اتركها جانباً حيث الاشجار تصنع اُرجوحة لتلك الاجساد الضئيلة، و اوجه دفة تركيزي الى الآنسة التي تُشارف على الاقتراب

رفعت يدي اليها ملوحاً وصرخت باسمها، صوتي يرتفع بحماس، ولوهلة لم ادرك نفسي وانا اصنع ابتسامة واسعة واترقب قدومها إلي، بينما لمحنتي هي بعد مدة

كانت تُضيق اعينها في تركيز وتتمعن فيا لبرهة، هي لطيفة عندما تبحث عني بتردد،

تفاجئت وركضت نحوي مسرعة، ترتدي اليوم تنورة زهرية ناعمة ، وقميص ابيض ُطرز في اطرافه الدانتيل، سترة اخذت لون التنورة،

جعلت شعرها مسدلاً ومموجاً كعادته واعتمرت قبّعة "البيريه" بالأسلوب الفرنسي، وعند اقترابها نفحتة من عطر الكرز، توقفت وهي تلهث قائلةً:

- اسفة لم اتعرف عليك وانت بهذه الهيئة، تبدو وسيماً للغاية " قالتها مع ابتسامة واسعة بينما ترتب شعرها "

تلعثمت وانا احاول تخبئة الهدية خلفي بتوتر:

- اوه ، ارجوكِ لا تبالغي هذا الاطراء كبيرٌ علي، انتِ ايضاً في غاية الجمال اليوم

- اشكرك ... هل تاخرت عليك ؟ " تسائلت فيفيان بقلق"

- لا لا ..لقد وصلت قبل قليل لاتقلقي لم تتاخري "ابتسم بروية"

تبتسم فيفيان بفضول وتنحني محاولتاً معرفة ماهو خلفي، تخاطبني بنبرة تحوي خبثاً:

- والان داني مالذي تخبئه خلفك اخبرني!

توردة وجنتاي لاتراجع للخلف لا ارادياً ، واكملت طريقتي في الحديث اسقط بين كل كلمة واخرى متلعثماً :

- د .. داني؟

ما بالها اليوم، تبدو لي مختلفة عن فيفيان المعتادة، هي اقل تحفظاً و رسمية، اكثر اشراقاً، و تفتحاً كزهرة في بداية الربيع

يُقال بان الفتاة تصبح اجمل واقل عمراً عندما تغرم، تغدو كثيرة الضحك ... و التفاؤل يُلاحقها اينما توجهت، تتصرف بطفولية بحتة واعينها تحمل لمعة خاصة و مميزة

فيفيان تظهر عليها هذه الاعراض الجانبية، او ربما كانت هذه مخيلتي الخصبة فقط، انتبهت اليها لاجدها تقول لي وهي تدور حولي بينما تضحك بنبرة مرحه:

موسم شاي المساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن