يراودني الشعور بالالم في كل جزء من جسدي، ومازلت استطيع الوقوف باعجوبة، كُنت صامداً في غرفة حالكة السواد وفاحِمة، فوقها وتحتها وحتى بجانبيها،
في وسط الغرفة انقشع شعاع ابيض ناعم و دافئ، تراقص كشمعة، اقتربت منهُ بحذر وارجلي تزحف زحفاً، وكل ما اقتربت اتضحت الصورة، واتضح مصدر الشعاع،
كانت الآنسة فيفيان التي تُضيء الغرفة، وتنبعث منها رائحة البابونج المسكنة للاعصاب، ابتسمت وشعرت بأن الغرفة تبتلعني ببطئ،
اغرق داخل السواد، و فيفيان تبتعد، اصرخ منادياً ولكن لا مجيب لندائي الضعيف، وكأن صوتي يغطيه الخفوت، غرقت داخل الغرفة وسرقتَ جدرانها السوداء اخر انفاسي،
استيقظت فجاءة بهلع، لقد كان حلماً لا بل كابوساً، افتح عيني واحاول التذكر اين انا، كان جسدي يؤلمني وعندما وقعت اعيني على يدي الملفوفة بشاشة طبية تذكرت حينها ما جرى لي،
ابرحني « لورينزو » ضرباً بعد حديثنا الاخير أليس كذلك؟ رويداً تعود لي ذاكرتي، يعود المشهد واضحاً
لم يترك لي مكاناً سليماً في جسدي، اصبح مغطاً بالكدمات واللفائف الطبية، لقد وجدتني مستلقي على سرير ابيض بسيط المنظر،
وتصل الى مسمعي موسيقى مألوفة، كلمات اغنية سمعتها منذ امد بعيد،
” إديلويس إديلويس .. تلقي علي التحية كل صباح .. صغيرة وبيضاء ... نظيفة ومشرقة
♪♪♪
أنتِ تبدين سعيدة لاستقبالي... زهرة الثلج تزدهر وتنمو... تزدهر وتنمو إلى الأبد... إديلويس إديلويس...“
◦◆◦✿◦◆◦
وفقاً للأسطورة، ولدت نبتة إديلويس من نجمة جاءت إلى الأرض لتجربة الحب.
ولعقابها على تحدي قوانين مملكة النجوم، حُوّلت النجمة إلى زهرة بسيطة قدرها العيش على قمم الجبال النائية،
هاجرت نبتة إديلويس، التي تعود أصولها إلى سيبيريا، إلى أوروبا أثناء العصر الجليدي في الزمن الرباعي،
تتميز برؤوس أزهار صفراء صغيرة وجميلة تحيط بها بتلات بيضاء ناعمة على شكل نجمة مزدوجة.
اغنية « إديلويس » من فلم " صوت الموسيقى " كان هذا الفلم من الافلام القليلة التي شاهدتها في صغري، احببته وحفظت اغانيه
يحكي قصة ماريا الراهبة التي تذهب الى بيت لعائلة في النمسا ايام الاحتلال الهتلري، البيت كان لرجل هو احد القادات في الجيش،
أنت تقرأ
موسم شاي المساء
Lãng mạnُكنْتُ مَا أزالُ يافعاً مُهتاجاً للإطلاع، ليِناً اتَشكلُ كالصَلصَال، عِندما َتعرفتُ لأول مرةٍ على هوسيِ المُستقبلي، مَنزلُ الاوراقِ والكتبِ وكُلُ ماهو عَتِّيقْ. - رواية مكتملة - 182# في العاطفية 21/4/2018