الخاتمة، إلى أحدهم.

1.6K 267 194
                                    


انقضى النهارُ سريعًا و هو يحدث جين بينما تسايرهُ تارةً و تسخر منهُ تارةً أخرى إلى أن أنهيا النقاش بقولها : الآن و بعد أن حددت ما تريد جلبهُ لهما من أين ستجلب المال لذلك؟ و هل سيسمحان لك بالخروج أساسًا؟

نهض من على سريرهِ و هو يقول لها بثقة : لديّ أساليبي.

انحنى كي يرى ما تحت السريرِ ثم سحب صُرّةً بدت كما لو أنها تحتوي على عدة أشياء.

فتحها ثم وجد فيها صورةً لوالديهِ الراحلين و مجموعةً من القطع النقدية، فسر لها قائلًا : هذا هو مال الطوارئ الخاص به .. إنهُ حقًا راشدٌ أبله .. عليهِ أن يتحمل مسؤولية اخباري بمكان نقوده.

كانت الشمس على وشك أن تغيب حيث لاحظ ذلك من خلال النافذةِ الموجودة على يسار سريره.

فتح باب الغرفةِ بهدوءٍ شديدٍ كالمتسللين ليرى دوروثي قد نامت دون وعيٍ منها على الأريكةِ من فرط تعبها، كانت تسهر كثيرًا من أجله مؤخرًا.

أخذ ذلك الغطاء الذي جلبتهُ سابقًا و دثّرها بهِ ثم تسلل خارجًا مع جين.

اتّجه إلى محلٍ لبيعِ الصوف ليشتريَ لدوروثي صوفًا لهُ لون شعرها الجميل ثم أخذ يبحثُ عن قميصٍ قد يناسب هارولد ذو الأكتاف العريضة.

بعد مدةٍ من البحث اقترحت عليهِ جين أن يجلب لهُ حذاءً بدلًا من القميص و لحسن حظهِ فهو يعلم القياس الذي يناسبه.

توقعت جين أنهُ يعرف أمرًا تافهًا كهذا، إنهُ يدقق في التوافهِ و كان ذلك يزعجها أحيانًا.

طلع قمر تلك الليلةِ ليتوسط السماء و ينير طريق مِلڨين السعيد بعد أن تمكن من جلب ما يريد.

رغم أن الطريق موحِشٌ إلا أنهُ لم يشعر بالخوفِ كما في المرةِ السابقة، تحدث مع جين : أتساءل كيف ستكون ردةُ فعلهما عندما يريانِ هذهِ الهدايا.

شعر مِلڨين بنبضةِ ألمٍ تسري في جسدهِ جعلتهُ يسقط أرضًا هو و الأشياء التي يحملها.!

أخذ يسعلُ بقوةٍ فاجأتهُ حيث أنه نسي أمر ذلك السعال المؤلم لفترةٍ وجيزة.

لاحظ أن الدم يخرج بغزارةٍ من فمهِ مما أفزعه و جعل نبضاتِ قلبهِ تخرج عن السيطرة، هل سيموت الآن أم ماذا؟ هل ستذهب تضحيةُ هيلين من أجل لا شيء؟

حاول أن يزحف رغم عدم قدرتهِ على نداءِ أحدهم لكن لا فائدة ترجى من كل هذا.

حدّثتهُ جين : استسلم مِلڨين .. إنها النهاية.

تجمّعت الدموع في عينيهِ عندما سمعها تنطق بذلك إلا أنه أنكر ما قالته بأفكاره : لا يمكن .. أنا أستطيع العيش .. يجب أن أعيش .. من أجلهما .. من أجلها .. من أجلي!

سألتهُ جين بجدية : هل مازلت تريد أن تعرف من أرسلني؟

نطق متعجبًا : ما الذي تهذين بهِ .. لمَ الآن من بين كل الأوقات؟

داخل أحدهم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن