الفصل السادس، زملاء.

1.3K 238 149
                                    

- ما الذي دهاكَ مِلڨين؟ .. هل أنت بخيرٍ اجبني؟
صرخ هارولد عندما رأى الصغير مِلڨين ممددًا على الأرض دون أدنى حركة.

قبل عدةِ دقائق كان قد استيقظ و من ثم بدأ يفكر في جدول أعمالهِ لهذا اليوم إلا أنه سمع صوت صراخٍ ظنه في بادئ الأمر مجرد هلوسةٍ لأنه ما يزال نائمًا لكن سماعهُ لشيءٍ يرتطمُ بالأرض جعله يعيد التفكير في هذا.

نهض من على سريرهِ ثم خرج من الغرفةِ ليراه ممددًا على الأرض.

اقترب منه ثم لاحظ أنه يتعرق بشدةٍ كما لو أنه مصابٌ بمرضٍ ما.

هلع من حاله خصوصًا عندما تذكر أنه لا يتقن شيئًا في التمريض.

- اخبرهُ أن يجلب دوروثي مِلڨين، إنها أنثى لابد أنها على علمٍ ببعض الأساسيات.
نصحتهُ جين عندما شعرت به موجوعًا غير قادرٍ على النطق بشيء.

- دورو .. ثي .. احضرها.
بالكاد نطق مِلڨين بينما يشعر بالعالمِ يدور من حولهِ لهول الصداع الذي فتَك به.

كان في حالٍ جيدةٍ ليلة البارحة فما الذي حدث فجأةً هكذا؟

فهم هارولد ما قصده فحمل جسدهُ الصغير بين يديه ثم أخذهُ إلى الغرفةِ التي كان نائمًا فيها ليجعلهُ يتمدد على السرير ذو المرتبةِ المهترئة؛ إلا أنها كانت أفضل ما هو موجودٌ حتى الآن.

أشار له بيديه أن يهدأ ثم بدأ يتحدث بكلماتٍ لم يفهمها مِلڨين لانشغال عقلهِ في مصارعةِ الصداع و الحرارةِ التي يشعر بها جسده الضئيل.

خرج هارولد ركضًا من المبنى متجهًا إلى شقةِ دوروثي حيث كان الفجر قد طلع تمامًا و الناس بدؤوا يتوجهون إلى أعمالهم المختلفة.

صعد إلى شقتها بعد أن دخل المبنى الذي احتواها ثم أخذ يطرق الباب عدة مراتٍ بينما هو يخشى أن يصيب مِلڨين أي مكروهٍ خلال هذه الدقائقِ البسيطة.

فتحت له دوروثي حيث كانت ترتدي قميص نومٍ طويلًا أبيض اللون بينما تتثاءب.

- ما الأمر هارولد، حتى اللصوص لم يستيقظوا بعد.

بصوتها الناعس نطقت غير مدركةٍ للقلق الذي ينهشُ روحَ هارولد، الأمانةُ التي تركت في عنقه تنزلق من بين يديه دون أن يكون قادرًا على فعل ما هو مفيد!

أمسكها من يدها ثم جرّها خلفهُ و هو ينزل على السلالم، نطق بقلقٍ بعد هنيهة : مِلڨين .. جسدهُ ساخنٌ للغايةِ و لا يرد على ندائي.

وصلا إلى المدخل الأمامي لمبنى شقتها إلا أنها توقفت عندما سمعت اسم مِلڨين يُذَكر على مسامعها، لقد أقسمت على أنها لن تسامحهُ ما دامت على قيد الحياة!

- ما الأمر دوروثي؟ صدح صوتهُ في الأرجاء بصوتٍ عالٍ على غير عادته.

أطرقت برأسها على الأرض تفكر في ما يجب فعله، إنه قاتلُ ابنتها الذي لم تُغَرّمهُ الشرطةُ على ما حدث!

داخل أحدهم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن