مقدمة، طلبٌ أخير.

10.4K 655 184
                                    

حاصر الصمتُ أرجاء مدينة لندن بعد أن أسدل الظلام ستارهُ المرصّع بالنجوم منذ زمنٍ طويل.

الوقتُ تأخر كثيرًا و الجميع قد استقروا في بيوتهم، أو على الأقل من يملكون بيوتًا فعلوا.

في أحد أزقةِ هذه المدينة فإن الكلمات الأخيرة لقصةِ أحدهم أوشكت على أن تكتب.

بعد أن زحف طويلًا بجسدهِ الضئيل محاولًا الوصول إلى شخصٍ ما قد ينقذهُ مما هو فيه فَقَد فَقَدَ أملهُ رمقه الأخير من الحياة.

عرف أن النهاية قادمةٌ لا محالة، استفحل المرضُ داخل جسده و لم يكن لديه مهربٌ من تلك الحقيقة الواقعة.

بصوتٍ منهكٍ شارف الموت على إدراكه نطق : أريدك أن تذهب إلى ... إلا أن موجةً من السعال قد باغتتهُ أثناء حديثهِ مما منعه من المتابعة.

لَفَظ من كان في انتظار إجابته الكاملة : هيّا يا رجل، نحن لا نملك اليوم بطوله.

أظهر صاحب هذا الجسد الممدد وسط الظلام ابتسامةً قد وضحها نور القمر ثم صرّح : ما زلت قليلَ الصبرِ سليطَ اللسانِ منذ أن عرفتك.

صدح ذلك الصوت مرةً أخرى في الأجواء قائلًا بنبرةٍ يملؤها المكر : هذا مديحٌ لي لكنني لن أشكرك عليه.

تابع ذو الصوت المتعب كلامه : أريدك أن تذهب إلى أكثر شخصٍ مكسورٍ عرفته، الذي كان يبكي سرًا دون أن يعلِم أحدهم.

أطلق ذلك الصوت الماكر ضحكةً صغيرةً ليقول بعدها مخفيًا سخطه : أما كان بإمكانك لفظ اسمه؟ الرحمة، إنك تحب تكليفيَ بالمهمات الصعبةِ دائمًا.

و بعد جملته تلك فقد عاد الصمت ليصبح سيد المكان مرةً أخرى!


_________

و أخيرًا مقدمة محترمة و لو قليلًا!

القصة مشاركة في مسابقة ماذا لو عند الكاتب Ayham_asha ..

رغم أنه لا فرصة لديّ في الفوز بعد أن عرفت المشاركين في هذه الدورة، إلا أن الفكرة تسكن عقلي منذ زمنٍ فلم لا أستغلها؟

سؤال عام، هل تحبون طرح الأسئلة بعد كل فصل؟

شكرًا لقراءتكم 🐢💙.

٠٠ : ٣ مساءً، ٢٣ مايو .. الثلاثاء، ٢٠١٧م 🌟.

داخل أحدهم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن