- من أرسلكِ؟
نطق مِلڨين متعجبًا ثم تذكر سيل الأسئلة التي طرأ في بالهِ عندما رآها.لمَ هو الشخص الوحيد القادر على سماعها؟ و لمَ هو من بين الجميع؟ من أين أتت؟ و كيف وصلت إلى ذلك المكان؟
- و هل تتطلع إلى الحصول على إجاباتٍ لكل تلك الأسئلة؟ تحدثت جين بتهكم.
تنهد مِلڨين عندما علم أن الأمر ليس بالسهولة التي كان يريدها فقال مستسلمًا : أنا متعبٌ و لا حيلة لي في نقاشك، ربما غدًا سنحظى بنقاشٍ طويلٍ عن الكثير من الأمور.
سعل قليلًا ثم فكّر، هذا السعال يلازمه منذ فترةٍ طويلة على غير العادة .. هل أصيب بالبرد بطريقةٍ ما؟
قرر أن ينام على تلك الأريكة، إنه يشعر بعدم قدرتهِ على الحركةِ مترًا واحدًا.
اتكأ برأسه على طرف الأريكةِ الأيمن بينما كلمات والدة هيلين تسير تائهةً داخل تلافيف عقله : أنا لن أسامحك أيها الحقيرُ الصغيرُ ما حييت.
هل استحق كل هذه الكراهيةِ الصادرة منها؟ هي لا تعلم مقدار الألم الذي يشعر به عندما يتذكر مجريات ما حدث آن ذاك.
تمتم عندما شعر أن شريط ذلك اليوم يلتف سريعًا ليعاد تشغيله، كان خائفًا من أن يسترجع مجريات ذلك اليوم، خائفًا من أن تثبت تلك الملامح في رأسه .. لربما سيرى وجهها في كوابيسه!
كانت جين تستمع إلى أفكاره كما جرت عادتها، إلا أن تلك الابتسامةَ الخبيثة قد تلاشت عندما صرف عنها مِلڨين أنظاره، فكرت في كم أن هذا الطفل طيب .. و أن طيبته هذه هي ما جلبت له فوضى المشاعر تلك، لذلك عندما يبدأ في تخيل ذلك الحدث فهي ستصمت لأن فضولها كان عارمًا لهذه اللحظة .. ما هي هذه الذكرى التي كسرته إلى الأبد؟
- هيا مِلڨين، سنتأخر عن قطع شريط المحطة الجديدة، صدح صوتها المتحمس عاليًا داخل رأسه بينما يراها تشد يدهُ في تلك الذكرى.
رد عليها محاولًا جعلها تتمهل : مهلكِ عليَّ هيلين، أنا لستُ سريعًا مثلكِ.
أخذت تلك الصبيةُ الصباح تقهقهُ على حاله المثيرة للشفقة ثم قالت بينما تهدئ من سرعةِ مشيتها : دعنا نقف في الصف الأول مِلڨين فنحن لن نرى شيئًا من الخلف.
أومأتُ لها بينما ما زلت ألتقط أنفاسيَ جراء الركضة السريعة التي قمنا بها قبل أن تتوقف.
في ذلك الحين كان خداي يؤلمانني من شدة الابتسام، لقد كنت سعيدًا جدًا .. لكنني مع الأسف 'كنت' !
أمسكت أطراف فستانها البسيط ثم أخذت تدور به بينما نسير و قالت : انظر، أليس جميلًا؟ لقد خاطتهُ والدتي .. إنها ماهرةٌ فعلًا.
علّقتُ على فستناها الذي كان سكريّ اللون، لقد كان مثاليًا للغايةِ رغم بساطته، شعرها الأحمر قد انساب خلفها و أخذ يحلق في الأرجاء لكثرة قفزها و حركتها.
![](https://img.wattpad.com/cover/109070393-288-k365034.jpg)
أنت تقرأ
داخل أحدهم.
Historia Corta' - أعتقدُ أن الشيءَ الأكثرَ رعبًا في هذا العالم هو أنكَ لا تعلمُ ما هي النوايا الحقيقيةُ للأشخاصِ تجاهك! -مقتبس- - كن مهذبًا و احفظ حقوقي على الأسماء و الأشخاص و الأحداث و الأفكار.