الفصل الثامن، عائلة.

1.3K 231 139
                                    

- دوروثي، لقد عدت! صدح صوتُ هارولد و هو يغلق الباب من خلفهِ كي يعلن عن عودتهِ بعد يومِ عملٍ شاق.

لم يجدها في الصالةِ أو في المطبخ فافترض أنها مع مِلڨين تراقب حالته، منذ أن غادر المنزل و هو يفكر في طريقةٍ ملائمةٍ لشكرها على التكفّل برعايةِ مِلڨين دون أجرٍ معين.

اقترب من الغرفةِ ثم فتح بابها بهدوءٍ ليجد أن دوروثي جالسة على طرفِ سريرِ مِلڨين بينما هو فقد أحاطها بذراعيهِ بينما يتكئ برأسهِ على صدرها و هي واضعةٌ يدها فوق رأسه.

لمح طبق الطعام الذي اعتقد أن دوروثي أعدتهُ لمِلڨين حيث كان فارغًا و قد وضع على الخزانةِ من خلفها بالإضافةِ إلى وعاء الماء الذي جلبه صباح هذا اليوم.

المشهد الذي يراهُ الآن كان يشع حنانًا و لطفًا منهما، فلو أن غريبًا رأى هذا المشهد لقال أنهُ مشهدٌ لأمٍ و ابنها.

أفتر عن أسنانهِ ضاحكًا ثم أكمل تلك الفكرة بسخرية .. و أنا هو الأب الذي عاد متأخرًا من عمله .. أليس كذلك؟

بدت دوروثي حقًا فاتنة في هذا المنظر، كملاكٍ يحسِنُ إلى طفلٍ أثقلتهُ الحياةُ بالكثيرِ من المواجع.

رأى المناشف من خلفها و لم يتعجب من أمرها إلا أنهُ لاحظ أن إحداها قد اصطبغت ببعض الدماء!

أفزعهُ رؤيةُ هذا الدم فخشيَ أن يكونا قد أصيبا بأي مكروهٍ فاقترب قليلًا منهما ليلاحظ إن كان هناك أي جروحٍ قد يمكن لها أن تُخرُج هذه الدماء إلا أن ذلك الخيار كان مستبعدًا بما أن دوروثي ما تزال بقميص النومِ الأبيض الطويل خاصتها و مِلڨين يرتدي ذات اللباس أيضًا.

لم يُرُد أن يزعج دوروثي و يوقظها إلا أن الأمر قد أقلقهُ جدًا فقرر الخروج لينتظر استيقاظ أحدهما فقد غربت الشمس منذُ عدةِ ساعاتٍ فقط.

خرج من الغرفةِ ثم ذهب إلى المطبخ ليشرب بعضًا من الماء حيث أنهُ شعر بالقليلِ من العطش.

عندما دخل إليهِ لاحظ أن هناك طبقًا وضع بالقرب من الموقد فعرف أنهُ لهُ في حال تأخره.

احتلت ابتسامةٌ عريضةٌ شفتيهِ و هو يفكر في كميةِ اللطف و الحنانِ التي تحملها هذهِ الإنسانة رغم كل الأشياء التي قالتها، كان يعلم أن ذلك يناقض حقيقتها إلا أنها كانت مصرة.

حمل طبقهُ و أحضر ملعقةً ثم ذهب ليجلس في الصالةِ و يبدأ في تناول حساء الدجاجِ الذي لم يتذوقهُ منذُ فترةٍ طويلة.

رغم كونهِ باردًا فقد كان لذيذًا للغاية، نطق باستحباب : الدجاجُ طريٌ و النكهةُ تذوب في فمي.

لم تمضِ عدةُ دقائق قبل أن ينهي طبقه، نهض ثم أعاد الطبق إلى المطبخ ليغسله إلا أنه سمع صوت دوروثي من خلفهِ تقول : آملُ أنهُ كان طبقًا جيدًا.

داخل أحدهم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن