الفصل الرابع، أب.

1.4K 255 161
                                    

- هذا الفتى يبدو وحيدًا و مناسبًا .. يمكننا بيعهُ في سوق العبيد هذه الليلة!

هكذا تحدثت جين بينما تسارع معدل نبضاتِ مِلڨين و امتعق وجهه تمامًا.

- اهدأ .. اهدأ .. لا يمكنه أن يقوم بـشيءٍ كهذا وسط جمعٍ من الناس، حاول أن يطمئن نفسه بتلك الفكرة ثم نظر إلى ملامح الرجل الجامدة.

نطق مِلڨين بتردد : يجب أن أنصرف لأكمل عملي سيدي، آسفٌ لكن القبعة ليست للبيع.

خلع القبعة ثم أعادها على رأسه بينما شبح ابتسامةٍ قد ظهر على شفتيه : أتمنى لك التوفيق أيها الصغير، ثم سار متجاوزًا إياه لوجهةٍ لم يعلمها.

اقشعر بدن مِلڨين من ذلك الرجل المخيف، لقد أظهر ابتسامةً عاديةً كما لو أنه لم يفكر في شيءٍ قذر كخطف طفلٍ بريء!

تجاهل أمره ثم تابع النداء في الناس لعل أحدهم يحتاج إلى خدماته فيجمع بعض المال ليساعد به هارولد.

_

شارفت شمس هذا اليوم الثقيل على المغيب، لقد نجح في جنيِ عشرين باوندًا و كان ذلك أكثر مما توقع.

تحدثت إليه جين عندما رأت أن ذهنهٌ صافٍ و كان ذلك مملًا بالنسبة لها : ما هذا؟ إن يومك مملٌ يا فتى.

رد عليها بأفكارهِ ساخرًا : هل تعنين أن وقوفي أمام شخصٍ كان ينوي خطفي لم يكن شيئًا مثيرًا بالنسبة لكِ أيتها القبعة المبجلة؟

صدحت ضحكتها عاليًا بينما رسمت ابتسامةٌ على شفتيهِ بشكلٍ لا إرادي و هو يمشي في الأحياء المجاورة لمنزله.

فكّر في أن يشتري شيئًا لهارولد ليشكره على تعبه من أجله إلا أنه لا يمتلك أي فكرةٍ عن ما قد يعجبه.

نطقت جين مجيبةً على سؤالهِ الذاتي ذاك : بسيطة، دعه يرتديني و سأقوم بوظيفتي.

نظر إليها بازدراءٍ ثم تذكر ما حدث مع لورنس و قال : كي تتخلي عني من أجل متعتكِ كما حدث مع لورنس أليس كذلك؟ كلا شكرًا، أستطيع أن أفعلها بنفسي.

أضيئت مصابيح الإنارة في الشارع الذي هم فيه حيث اختفى آخر بصيصٍ من نور الشمس قبل لحظات.

أفصحت جين عن رأيها بنبرةٍ لم يألفها منها بعد : لنعد مِلڨين، لقد أخبرك هارولد أن تعود قبل مغيب الشمس أليس كذلك؟

ابتسم على رغبتها الساخرة في اتباع كلام أحدهم بعد أن توقع أنها لا تقوم إلا بما يعجبها.

حادثها بعقلهِ ردًا على ما قالته : لا بأس، نحن نبعد عن المنزل شارعين أو لربما ثلاثةً فقط.

إلا أنه و بعد كلامه ذاك فقد أوجس في نفسه خيفةً مما حوله، الشارع الذي يسيران فيه بات هادئًا جدًا و عدد قليلٌ من الناس يسيرون فيه.

المباني من حوله متهالكة لذلك فقد رجّح أنه لا سكان لها و كان ذلك هو السيب الذي اختلقه لنفسه كي لا يهلع لأن عدد البشر من حوله قلّ فجأة.

داخل أحدهم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن