الفصل السابع، أصدقاء.

1.3K 228 172
                                    

- لمَ كل هذهِ المناديل مملوءةٌ بالدماء هكذا؟ نطقت دوروثي مشدوهةً مما رأته.

عندما عادت بذاكرتها قليلًا إلى الوراء فقد تذكرت أن هيلين كانت تستخدم الكثير من المناديل خلال فترةِ مرضها إلا أنها لم تعلم ما الذي كانت تفعله بها!

تذكرت أمر مِلڨين فألقت تلك المناديل من يدها و حملت البطانية ثم ركضت خارجةً من المنزل عندما بدأت تتخيل حاجتهُ لها!

أما مِلڨين فقد كان يشعر بالعطش الشديد بعدما غادرت دوروثي المنزل، بات ينادي محاولًا جلب أحدهم لمساعدته : ماء .. أرجوكم .. أي أحد.

أخذ يتلمّظُ من العطش، شعر بكل أطرافه مفصولةً عن عقلهِ كي يأمرها بالاستجابة.

الدوار الذي كان يفتك به قد خفّ كثيرًا عن السابق إلا أن شعور الشلل ما يزال يغلف أطرافه منذ فترةٍ طويلة، تساءل أين الجميع .. هل تخلوا عنه؟

حاول أن يركُل تلك الأفكار السيئة من خارج رأسهِ، مهما حصل فإن هارولد لن يتخلى عنه .. كان واثقًا من هذا و تلك الفكرةُ هي مادفعته ليتثبت و يتحلى بالصبر .. سيأتي أحدهم قريبًا.

مضت فترةٌ لا يعلم مقدارها و هو ينتظر، سيأتي أحدهم .. هو واثقٌ من هذا!

- لا تقلق يا فتى.

سمع صوت جين، تساءل أين هي و ما الذي حل بها .. لربما لا أحد تُكلِّمه بما أن عقله مثبّطٌ لا يعمل.

ردت جين على تلك الأفكار بسخرية : لقد نطقت بالكثير من الهلاوس ليلة أمس، ظننتك تتلو نوعًا من التعاويذ.

غيرت نبرة صوتها و تابعت : لكن عليك أن تقلق على نفسك أكثر مني، فأنت المريض هنا لا أنا أيها الأبله.

تذكر أمر حلمهِ الذي رآى فيهِ هيلين، شبحُ ابتسامةٍ قد تسلسل إلى شفتيهِ عندما تذكر ابتسامتها الساحرة .. الابتسامةُ التي تقول أن كل شيءٍ سيكون بخير.

كان سارحًا في الجدار الذي أمامهُ إلا أن باب الغرفة الموجود على يمينهِ قد فُتِح فجأةً ليرى دوروثي و هي تحمل بطانيةً كانت مألوفةً بالنسبةِ إليهِ إلا أن ملامح القلق المرسومةَ على وجهها صدمتهُ أكثر!

لاحظت دوروثي أنه واعٍ بها فنطقت بتردد : آسفةٌ إن كنتُ تأخرت.

على ما يبدو فقد سامحته .. القلقُ الذي تظهره لا يمكن أن يكون مصطنعًا .. هو ليس غبيًا إلى هذا الحد لينخدع في كل مرةٍ من قِبَل الجميع من حوله.

اتّسعت ابتسامتهُ بألمٍ ثم تذكر أمر عطشه، نطق بصوتهِ المبحوح : من فضلكِ .. ماء.

وضعت البطانيةَ على طرف السرير ثم ذهبت لتلبيَ طلبه بينما يشعر بالسعادةِ تتغلغلُ داخله، ظنّ أن مسامحتها لهُ كان أمرًا مستحيلًا.

باغتتهُ موجةٌ من السعالِ فوضعَ يدهُ على فمهِ كردّ فعلٍ تلقائي إلا أن ذلك السعال لم يتوقف.!

داخل أحدهم.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن