- لورنس، انظر ماذا وجدت!
هكذا تحدث مِلڨين موجهًا كلامه إلى صديقه الذي كان بين مجموعةٍ من فتيان الحي حيث كان يتحدث إليهم كما جرت عادة صديقه.صمت مِلڨين لحظةً عندما علِم أن صديقه منشغلٌ فهمس بكل ما أوتيَ من قوة : سأعودُ لاحقًا عندما تكون متفرغًا.
لاحظ لورنس الارتباك على صديقه فترك جمع أصحابهِ و سار ناحيته بينما يقول بحماسة : ما بالك مِلڨين؟ إنهم فتيان الحي المعتادون، ألم تألفهم بعد؟
نطق بترددٍ عندما شعر بأنظار جميع أصدقائه عليه : لا بأس، ليس أمرًا مهمًا .. إلى هذا الحد، لا تشغل بالك.
لاحظ لورنس القبعة التي كان يواريها مِلڨين بجسده فقال و هو يستدير حوله : ما هذا الذي في يدك مِلڨين؟ من أين لك المال لشرائه؟
تلعثم الصغيرُ و بات غير قادرٍ على نطق أي شيء، إنه خجلٌ للغايةِ من عدد الأنظار المركزةِ عليه من قبل فتيان الحي الذين لا يعرف عنهم شيئًا.
إنه يتساءل عن ما يعتقدونه بشأنهِ الآن، لابد أنهم يقولون أنه فاشلٌ لا فائدة منه.
- صدقني، لا فائدة من معرفةِ ما يفكر به الآخرون، فأنت لن تتمكن من تغييره على أيةِ حال .. الزمن وحده يغيرهم.
نطقت جين بهدوءٍ غير معيرةً التوتر الذي في داخل حاملها أي اهتمام.
تابع لورنس محاولة فهم الشيء الذي يحمله مِلڨين فقال ساخرًا : قبعةٌ كقبعاتِ النبلاء؟ هل سرقتها من أحدهم مِلڨين؟ أنت أكثر جُبنًا من أن تكمل جملتين متتاليتين مع غريب، هيا احكي لي فكلي آذانٌ صاغية.
بتلعثمٍ شديد قال بينما يجذبه من ملابسه كي يتبعه : حسنًا و لكن .. اصرفهم عنّا أرجوك.
التفت لورنس نحوهم ثم قال و هو يشير بيده إليهم : تابعوا اللعبة سأعود قريبًا.
لحق بصديقهِ الذي كان قد مشى بضع خطواتٍ حتى عاد إلى رأس الطريق الذي سار منه في بادئ الأمر.
كان يمسك القبعة بين يدهِ يتأمل أطرافها مرارًا بينما يفكر في ما الذي يجب أن يقوله.
ساورهُ الفضول عن ما إذا كانت ستعمل على صديقه فقد فهم القليل من آليةِ عملها قبل قليل.
نطقت جين معلقةً على آخر جملة : لست آلةً لأسير على نهجٍ معين لذلك انتقِ كلماتك جيدًا من فضلك.
فكّر محدثًا إياها : لم أقصد ذلك، أنا آسف.
تابعت تلك القبعة الحديث ساخرةً من حاله : أنا حقًا لا أعلم هل يجوز الغضب منك يا فتى أم ماذا؟ أنت تبدو كفتاةٍ أكثر منك كفتى ثم أخذت تقهقه عليه بينما احمرت وجنتاهُ قليلاً لتلك الإهانةِ المباشرة.
تحدث لورنس عندما وجد أن مِلڨين يتأمل القبعة منذ فترةٍ و لم ينطق بـشيءٍ بعدها : ما الأمر مِلڨين؟ لمَ خدّاك محمرّان هكذا؟ هل يعقل أنه الحب؟
أنت تقرأ
داخل أحدهم.
Historia Corta' - أعتقدُ أن الشيءَ الأكثرَ رعبًا في هذا العالم هو أنكَ لا تعلمُ ما هي النوايا الحقيقيةُ للأشخاصِ تجاهك! -مقتبس- - كن مهذبًا و احفظ حقوقي على الأسماء و الأشخاص و الأحداث و الأفكار.