ch.12

3.5K 328 78
                                    

تجلس على السرير بدون حراك فقط صوت تنفسها و ارتفاع و هبوط قفصها الصدرى هو ما يدل على انها حية..

بينما هم يقفون حولها ينتظرون افاقتها بلامبالاة عداه ، جزء صغير من القلق يتملكه..

"نغم" همست بتعب بينما تفتح عيناها ببطئ

"رحمها الرب" تمتم هو بالمقابل و لا ينكر شعوره بالحزن و الشفقه..

فتحت عيناها بالكامل لتراهم واقفين حولها ، انتفضت من مكانها و عدلت حجابها بسرعه

"بإمكانكم الخروج" قال زين ببرود و هو يلتفت للجنود ليخرجوا واحد تلو الاخر

"اسف لخسارتك" تمتم بأسف و هو يجلس على طرف السرير بعد خروجهم بينما هى صامته تماما فقط ابتسمت بسخريه

"اسف!! لما تتأسف اليس انتم من قتلها" قالت بعد مدة من الصمت بسخرية يتغلغلها الحزن ، العصبيه و دموعها المكبوحه..!

"لا تجمعى! ليس للباقى ذنب فيما حدث" قال بانفعال لتغمض عينيها بارهاق و تستند برأسها على السرير

"الحسنه تخص و السيئه تعمّ سيد مالك!" قالت بتنهيدة

"لا فائده من الحديث معكِ" همس بنفاذ صبر و هو يقف من على السرير متوجها للاريكه

"لما كانوا يقفون هنا ؟" سألت قاصدة الجنود قبل قليل

"كانوا يتأكدون انكِ لن تخرجى من الغرفه مجددا بعد وضعهم كاميرات مراقبه اعلى باب الغرفه من الخارج حتى يعرفون من يخرج" اجاب لتضحك بسخريه

"ماذا فعلتم بجثتها" سألت مجددا بألم و مسحت عبراتها التى انهمرت بدون شعور منها

"ارسلناها لعائلتها" قال بخفوت و هو يتذكر كيف كان شكل عائلتها و هو يسلمهم جثة ابنتهم

صراخ ، دموع و صدمه على ابنتهم التى تم قتلها لانها فقط بحثت عن حريتها..!
حرية فى بلد غير حُرّ من الاساس..!
حرية و هى بالنسبة لهم عبدة بإصبع منهم يفعلون بها ما يريدون مُستحيل التحرر منهم..
تماماً كفريسة ضعيفه دخلت عرين الأسد...!
.
.
.
"انا سأحضر حق ابنتى أى سأحضره" صاح والد نغم بقهر فى هذا المجلس الذى اقامه رجال الحىّ

"سنحضر حق كل الفتيات" تحدث رجل من اعضاء المجلس الصغير..

"ماذا ستفعلون" تحدث رجل اخر

"سنحارب" قال والد ليآن بثبات..

هذا هو السيد محمد الذى ورثت منه ابنته القوه و الشجاعه و عدم ترك حقها حتى لو بموتها..!

"كيف" سأل احد الرجال بتعجب..!

"بالاسلحه التى معنا..هى ليست كافية لكن افضل من لا شئ" اجاب والد ليآن ليصمت الجميع بتفكير..

"انا معك" قال والد نغم بثقه..

"كلنا معك" قال احد الرجال ليصيح الجميع معلنين عن حدوث معركه عمّا قريب...

"متى سنهجم" سأل والد نغم

"الان" قال احد الرجال

"بالتأكيد هم لن يتوقعوا هجومنا عليهم الان و سنفاجئهم بحرب و هم بدون اسلحه لنضمن ان نفوز و لو كان الاحتمال ضئيل!" شرح الرجل اكثر عندما لاحظ دهشتهم...

"اخرجوا الاسلحه" صاح رجل اخر ليبدأ الرجال بالوقوف و اخراج ما يمتلكون من اسلحه..
.
.
.
"انا جائعه" قالت للمرة المائه بعد المليون ليتنهد بملل

"فى الصباح سأحضر لكِ طعام" قال بنفاذ صبر

"حسنا اذاً انا عطشه" قالت باصرار ليضرب جبهته بخنق و ينهض خارج الغرفه..

"الحقير ذهب بدون احضار الطعام و المياه" تمتمت بحقد

"تفضلى" قال و هو يدخل الغرفه بعد عشر دقائق ممسكا ببعض الطعام و المياه

"انت رائع" صاحت بحماس كالأطفال بدون وعىّ منها ليبتسم عليها و يشاهدها و هى تأكل بنّهم..

دوى صوت طلق نارى و خطوات راكضه ليتوقف الطعام فى حلقها مسببا لها سعال حاد!!
نظرت لزين بخوف من ان يحدث كأخر مرة سمعت بها طلق نارى..

"ليآن يبدو ان الامر جدى الان ابقى هنا اتوسل اليكِ" قال لتومئ له بسرعه

خرج من الغرفه لتنهض و تقف امام النافذه فى محاولة منها لرؤية ما يحدث خارجا..

كل ما استطاعت ان تفهمه هو ان رجال الحىّ يحاربون الجنود و بذكائها فسرت انه انتقاما لدماء نغم المهدوره...

جلست اسفل النافذة بقلق و توتر من ان يُصاب احد فى هذه المعركه ، من ان يكون والدها معهم..

و لم تفسر خوفها على زين..!

هدأت قليلا عندما توقف اطلاق النيران و كادت ان تقف لتنظر لما يحدث لولا ان باب الغرفه فُتح بشدة..

"يا اللهى زين"

Lian | ليآن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن