ch.2

4.7K 395 61
                                    

"ليآن استيقظى حبيبتى" فتحت عيناها على صوت والدتها

"ماذا امى" قالت بنعاس و هى تمدد جسدها على الفراش بكسل

"هيا حبيبتى انها الرابعة عصرا والدك جاء من عمله هيا لنتناول الغداء" قالت والدتها لتومئ لها و تزيل من عليها الغطاء

وقفت من سريرها بدلت ملابسها و نزلت لأسفل لتجد عائلتها متجمعه

"لما لم تبدأوا بتناول الغداء انا تأخرت لما انتظرتم كل هذا" قالت بتعجب

"لنصلى العصر سويا" قال والدها و وقف من مكانه لتومئ له

ذهبت لتتوضئ هى و شقيقها ثم صعدت للأعلى مجددا لتحضر رداء الصلاة 

وقفوا جميعا خلف والدها ليقيموا الصلاة..

"حرماً" قال والدها عند انتهائهم من الصلاة

"جمعاً ان شاء الله" ردت عليه والدتها

ذهبوا ليتناولوا الغداء بين ذلك الصمت الممل

"سمعت ان الجنود المحتلون سيتم تبديلهم" قال والد ليآن قاطعا الصمت لتنصت له

"اجل و انا ايضا كل خمس سنوات سيتم تبديلهم" قالت باهتمام لينظر لها والدها قاطبا حاجبيه

"و من اين عرفتى ليآن" قال و نظر لها بتحاذق

صفعت نفسها ذهنيا لان والدها قال لها ان لا تتصنت على الجنود مجددا و تترك فضولها جانبا حتى لا تتأذى

"دعينى احذر استرقتى السمع من جديد.. صحيح" قال والدها مؤكدا اكثر من كونه متسائلا

"هه! صحيح" قالت بتوتر ليضحك عمر عليها بخف

رمقته بنظرة اصمت و الا قتلتك ليصمت هو بسرعه

"لما لا تدركين عواقب ما تفعلينه" قال والدها بعصبيه لتصمت بحرج مُنزلة رأسها لأسفل

"اهدأ محمد" تدخلت والدتها ليتنهد بعمق

"انظرى ليآن انها اخر مرة اسمع انكِ استرقتى السمع لهم من جديد" قال محذرا رافعا سبابته فى وجهها بتهديد

اومئت له بسرعه ليرمقها بنظرة اخيرة ثم يكمل طعامه

"الحمدلله انا شبعت فليديمها الله نعمة" قالت و وقفت من مكانها

ذهبت للمرحاض غسلت يدها و فمها ثم صعدت لغرفتها

احضرت كتاب كانت تقرأه ثم جلست على سريرها بأريحيه لتستكمل قراءة الكتاب

"تفضل" قالت للشخص الذى يطرق باب غرفتها ليدخل والدها

"تعرفين اننى لم اقصد الغضب منكِ انا فقط خائف عليكِ" قال والدها بعدما جلس على طرف السرير

"اعرف ابى..انا اسفه" قالت بابتسامه و عانقته بخفه

"لا بأس عزيزتى فقط عدينى انكِ لن تفعلى هذا مجددا" قال و فصل العناق

"حسنا" قالت و تجنبت قول كلمة 'اعدك' لانها لا تعرف ان كانت قادرة على تنفيذ وعدها ام لا

ابتسم والدها ثم خرج من الغرفه

اغلقت الكتاب عندما شعرت بالملل و فتحت التلفاز

توقفت عند قناة تعرض تفجيرات حدثت صباح اليوم 

تنظر بحزن للاطفال المشردة و الأهالى الباكيه..

المبانى المنهارة المحطمه..

الاطفال الذين يخرجونهم من تحت الانقاض

تنهدت بحزن و عجز لانها لا تستطيع فعل شئ

ترى بلادها تحترق و الآلاف يتوفون كل يوم و التالى و هى تجلس تشاهدهم من شاشة تلفازها

اقفلت التلفاز و خرجت لتقف فى شرفة غرفتها

تنظر للشارع الذى كان يمتلئ بالبهجه و الاطفال الذين يلعبون ليل و نهار..

الشارع الذى بات كئيب فلا احد يجرأ على فتح باب منزله عندما تبدأ الشمس بالغروب..

"انتِ يا جميلة" افاقت من شرودها على صوت احد الجنود للتمسك بوشاحها و تثبته على رأسها بخوف

"على الأقل ردى علىّ انها اخر ليلة لنا هنا و سيأتى غيرنا" قال لترمقه باستحقار

"اتمنى ان تحترقوا فى الجحيم" قالت بخفوت و اغلقت باب شرفتها و الستائر

استلقت على سريرها و رأسها مليئ بالافكار حتى استسلمت للنوم العميق تاركة افكارها البائسه بعيدة عن عالم احلامها...

Lian | ليآن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن